عندما أرادت تركيا رجب طيب أردوغان، أن تبين للعالم أنها تحارب الإرهاب اعتقلت ثمانية "حراكة" مغاربة وأرسلتهم إلى المغرب بتهمة محاولة الالتحاق بداعش، وهكذا فعلت مع كثير من المهاجرين السريين، الذين يوجد قانون دولي للتعاطي معهم، حتى لا يتم الدوس على الكرامة البشرية، في حين إن نظام أردوغان يعتبر المساهم الرئيسي في انتعاش داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية والأخطر من ذلك أن حزب العدالة والتنمية الإخواني اعترف في غفلة من العالم بدولة البغدادي. ليس ادعاءً كاذبا وافتراءً على النظام الإسلامي، الذي يلعن إسرائيل بالنهار ويعقد معها الصفقات بالليل، أن نقول إنه اعترف بداعش، ولكن هناك ما يدل على ذلك، حيث إن منطقة واسعة من الأراضي السورية، التي تنتج القطن، كانت تحت سيطرة داعش، وكانت الشاحنات تدخل إلى تركيا بعد أداء "إتاوات" والحصول على توصيل يحمل طابع دولة خلافة البغدادي، كما أن داعش يحصل على التمويل والأغذية من تركيا بعد أن يمر عبر حواجز جمركية متوجها إلى الرقة ويختم له الجمركي التابع للدولة الإسلامية. تعتبر المنطقة السورية المحاذية لتركيا الممول الرئيسي لتركيا من منتوج القطن قبل الحرب الدائرة اليوم في سوريا، وبعد الحرب، التي كان نظام أردوغان يعدها بالأيام ثم يحكم الإخوان والقاعديون والدواعش، اضطر النظام الأردوغاني إلى تمويل السوق عن طريق ما يشتريه من داعش وعن طريق تفكيك المعامل الحلبية وتهريبها إلى تركيا. ولهذا السبب كانت تركيا متحمسة جدا للمنطقة العازلة شمال سوريا، أي تصبح المنطقة تحت سيطرتها، ولهذا ترى نفسها اليوم متضررة من تدخل الطيران الروسي، الذي بدأ في ضرب خطوط إمداد التكفيريين، كما أن النفط العراقي والسوري يتم تهريبه عن طريق كردستان العراق تحت إشراف النظام الأردوغاني ويباع في العديد من الدول الأوروبية. وكان يكفي بيع عشرات سيارات طويوطا رباعية الدفع لداعش كافية لإدانة النظام الأردوغاني الإخواني، حيث قامت دولة البغدادي، بشراء عشرات السيارات من وسطاء أتراك تحت أعين السلطات التركية. الشاحنات التركية تدخل وتخرج إلى سوريا من حواجز تسيطر عليها داعش وبعض الجماعات التكفيرية، وهناك تجارة متبادلة بين الطرفين تحت أعين العالم. ومع ذلك يقوم أردوغان خطيبا ليقول ينبغي مكافحة الإرهاب؟ مكافحة الإرهاب، إن كانت في شقها العسكري تسير اليوم جيدا مع المتغيرات الأخيرة، فإنها في حاجة إلى تحميل النظام الإسلامي في تركيا المسؤولية، وقد سبق لناشطين أتراك أن حذروا من الدور الخطير الذي يلعبه حزب العدالة والتنمية في دعم الإرهاب، حيث تم منع قافلة توجهت نحو "مخيم للاجئين السوريين" وبعد الاستعلام حول أسباب منع القافلة من الدخول تبين أنه معسكر تتدرب فيه الجماعات التكفيرية تحت حماية مخابرات أردوغان. إذن لا حل لمشكل الإرهاب إلا بمنع رعاته من الاستمرار في خدماتهم وعلى رأسهم نظام أردوغان صاحب الصولات والجولات في التمويل والتسليح والتسريب.
النهار المغربية