أبرزت مجلة (ناشيونال إنتريست) الأمريكية، المتخصصة في القضايا الجيو استراتيجية الدولية والدفاع، في عددها الأخير، المساعدة القيمة التي قدمها المغرب إلى فرنسا والشعب الفرنسي، غداة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مدينة باريس، مخلفة 130 قتيلا ومئات الجرحى.
وأكدت المجلة الأمريكية، في مقال تحليلي من توقيع أحمد الشرعي، ناشر وعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أن “أجهزة الاستخبارات المغربية قدمت، كما تم الاقرار بذلك على أعلى مستوى بفرنسا، لنظيرتها الفرنسية المعلومات التي قادت المحققين إلى العقل المدبر لهذه الهجمات الدموية”.
وشددت (ناشيونال إنتريست)، في هذا السياق، على وجاهة وقوة الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، التي تمكنت المملكة بفضلها من القضاء بشكل منهجي على الخطاب الذي يروج للأفكار المتطرفة، التي تزدهر على حساب البؤس وانعدام الفرص الاجتماعية والاقتصادية، في إطار نهج للحكامة الجيدة التي ترتكز على الشفافية، ومقاربة أمنية تتوافق مع مبادئ دولة الحق والقانون وحقوق الإنسان.
بهذا الصدد، أوضح كاتب المقال أن اعتداءات باريس تؤكد أن المقاربة الأمنية غير كافية لوحدها لاحتواء خطر التطرف الديني، مؤكدا على الحاجة الاستراتيجية لمواءمة مقاربات مكافحة الإرهاب بهدف تكييفها مع الطابع الهجين لهذا التهديد، “باعتبار أن العدو هو مواطن وأجنبي في نفس الوقت”.
وأضافت المجلة الأمريكية أن الدرس الآخر المستفاد من هجمات باريس يكمن في أن ثلاثة من الانتحاريين الذين نفذوا الاعتداءات في 13 نونبر بباريس هم “مواطنون فرنسيون قرروا مهاجمة بلدهم”، مذكرة في هذا السياق بأن مئات المواطنين بالبلدان الأوروبية التحقوا بصفوف (داعش) بسورية والعراق، “وتحذوهم رغبة قوية للعودة إلى بلدانهم في أوروبا الغربية لإشعال النار وإراقة الدم”.
وخلصت (ناشيونال إنتريست) إلى أنه من الضروري، في نهاية المطاف، إعداد برامج للتربية والاندماج السوسيو اقتصادي التي تعزز الهوية التعددية، وهو النهج الذي سيعزز السلام المدني، الذي يمثل السبيل الوحيد لكسب “الحرب الشاملة” ضد الارهاب.
واشنطن 25 نونبر 2015 /ومع/