يبدو أن المواطن العربي والإسلامي,أصبح من المتبرمين من مادة الرياضيات,فلا يكلف نفسه و يحسب حساب أن هذه التفجيرات والمجازر قد تكون من صنع أيدي غير الأيدي المعلن عنها في وسائل الإعلام..
فبمجرد أن تشتعل فتيلة,أو تنفجر قنينة,يلتفت الكل وبحركة لا شعورية إلى صورة دأب على رسمها كل من : "هوليود" و "بوليود" و"عرب وود",ألا وهي صورة شاب مسلم,ملتحي,بلباس أفغاني,وشعر طويل منسدل على الظهر,نفس الصورة النمطية والعجيب انه وفي كل مرة تنطلي اللعبة على الكل,وتندلع نفس المعطيات ونفس الصور بسرعة البرق في كل القنوات,وتخرج وفي نفس اللحظة كل المنظمات الحقوقية للاستنكار,تقريبا حتى قبل أن تتم العملية الانتحارية,كأنما الأمر مبيت بليل..
لعبة استخباراتية أكل الدهر عليها وشرب,ورغم ذلك ما زال هناك من لم يفهم طبيعة Game ,لهذا أنا "نبركم" وأنت افهم:
عقب التدخل الأمريكي بالعراق للإطاحة بالصدام,والسيطرة على أسلحة الدمار الشامل,نادى الرئيس العراقي بقية من بقيت فيه بعض الكريات الحمراء العربية,واستجيب لندائه بعدد من المتطوعين العرب,وتقدمت قواته حتى استعادت بعض الأذهان سيناريو الحرب مع الدولة المجوسية,وسرعان ما دخل وسط المتطوعين,أعضاء القاعدة,بعد ذلك تواترت تصفية القيادات وتفجير المقرات العربية السرية,والقبض على أكابر شيوخ العشائر,وابرز مفاصل دولة صدام,وينهزم المقاومة العربية وتسلم القوات الأمريكية العراق إلى إيران,ويخرج علينا لاحقا وبعد سنوات القاضي في دولة العراق والشام,النسخة الحديثة للقاعدة, " أبو سليمان العتيبي" بمراجعات وحقائق عن خيانات القاعدة,وتواطئها مع الجيش الذي كون من أفراد يحملون العقيدة الشيعية فقط,إضافة إلى تعامل مع الجيش الأمريكي,وهكذا سرد رحمه الله,كيف كانت القاعدة تصور فيديوهات تمثيلية مع الجيش,وكيف تولى أمر القيادة والتسيير,أفراد لا تعرف أسماءهم ولا وجوههم,بل وكيف تصارع هؤلاء على المراكز الحيوية,وتقاسم الغنائم,متجاهلين مجازر التطهير العرقي والتقدم الإيراني..
بعد دخول القاعدة إلى العراق,تم نسف بعض المراقد الشيعية,وبعض الجسور المؤدية إليها,ليفرض أبشع قانون عرفته المنطقة : "قانون 4-إرهاب",وهو المخول بالقبض على كل فرد بشبهة الإرهاب أو الانتماء إلى القاعدة,وبهذا القانون سجلت منظمة وومن رايتس ووتش أفظع المجازر,تصفية أزيد من مليوني سني عراقي قتلوا على الهوية وأحيانا على الاسم,وتهجير أزيد من مليون سني,إضافة إلى إعدام الآلاف,ومازال الإعدام ساريا إلى اليوم,والعجيب انه وفي يومنا هذا خرج رجال مخابرات عراقيين وشيوخ شيعة يعلنون أن تفجير المراقد تم بأيدي إيرانية,ومن ابرز من فضح الأمر كان المعمم الشيعي "ياسر الحبيب"..
بعد تحطم المقاومة السنية,في مواجهة جيش العقيدة الشيعية المدعوم من أمريكا وإيران,وتطهير العراق من العلماء والمثقفين والأئمة والمؤذنين,تراجع دور القاعدة,إلا من فيديوهات تتوعد وتجعجع كل حين وأخر,إلى 2014 تقريبا,حينما تحرك الحراك الشعبي السني,كردة فعل على تزايد التطهير العرقي والتهجير القسري,عادت القاعدة للظهور باسم جديد :د.ا.ع.ش: دولة الإسلام في العراق والشام..وهكذا كلما حاول المظلوم الدفاع عن نفسه أو إبراز معاناته,ظهرت القاعدة لتكميم الأفواه..
في أفغانستان..وبعد دحر القوات السوفيتية,وتمكن الشباب العرب وهم المتطوعون من كافة الدول العربية,بقيادة الشيخ جميل الرحمن,من السيطرة على الأمور,وبداية بناء الدولة الأفغانية,وترسيخ دعائمها,خرجت على الشيخ ودولته الفتية بعض القيادات السابقة لتنتهي المناوشات بمقتل جميل الرحمن بطلقة مباشرة في الرأس,واندلاع حالة التسيب والفوضى في البلاد,مما جعل بعض المواطنين يستنصر ب"الطالبان" وهم تلاميذ المدارس الدينية,ورغم غياب الخبرة العسكرية,تمكن التلاميذ من فرض السيطرة على معظم البلاد,وهزيمة الأقطاب الثلاثة : القطب الرأسمالي,الشيوعي,والشيعي,إلى غاية سنة 2001,حينما فجر برجي التجارة بالولايات المتحدة الأمريكية,ونسبة التفجيرات إلى القاعدة,وبث الفيلم التمثيلي الذي يظهر المفجرين,وتبني ما حدث من طرف أسامة بلادن وشرذمته,لتبدأ مطاردة القاعدة,ويطلب "بلادن" اللجوء السياسي من أفغانستان,ويقع الملا عمر في الفخ,ويخلق العذر من اجل إبادة الدولة الإسلامية الوليدة,وهكذا دخلت القاعدة وسط أفراد "طالبان",وتخلصوا من تلاميذ المدارس الدينية وأتباعهم,وبيع الآلاف دراهم معدودات إلى القوات الأمريكية,وسلم المتطوعون إلى ذوي العقيدة الشيعية الذين كان الأفغان يصنفونهم ضمن قائمة اللواحم..وهكذا انسحب قوات الطالبان بأمر من قيادات مجهولة,تذكرنا بالانسحاب من الجولان وسيناء..
في الصومال..وبعد تقدم القوات الصومالية واقتراب النصر,تتدخل القاعدة,لتستولي على الأماكن المحررة,وتعرقل تقدم الصومال,وتفرض تطبيق الشريعة على المسلمين,وتقيم الحدود على الجياع والثكالى والأرامل والعجزة وكذا المجانين,وتتفنن في تعذيب المعارضين,وهكذا صارت الصومال أثرا بعد عين,ومازالت الصومال إلى اليوم,وكلما تقدمت خطوة أعادها الشباب المجاهدون خطوات إلى الوراء,تم الاستيلاء على موانئها وثرواتها,ومن حين لأخر يسجل فيلم ليبرر الوجود التكفيري..وهو حاصل ما شهد به القاضي" أبو سليمان العتيبي" رحمه الله..
في سوريا..يهيج التكفيريون المواطن السوري بشعارات حماسية,تارة حرية وتارة كفر الحاكم,حتى إذا خرج الشعب وثارت ثائرته,تراجع المحمسون,وهربوا إلى دول عربية وأجنبية,تاركين المواطن السوري الأعزل في مواجهة النظام المدعوم رأسماليا وشيوعيا ومجوسيا,ليذبح مئات الآلاف على الهوية وعلى الدين,ويهجر البقية,حتى إذا حمل المظلوم السلاح دفاعا وردا,واقترب النصر,عادت القاعدة للدخول وسط المقاومة,وتتخلص من بعض القيادات وتكفر من صعب قتله,وتتفنن في تعذيب المقاومين في سجون النظام,وتسجل أفلاما تسيء إلى روح المقاومة السورية,والعجيب انه ورغم عشرات من قتلتهم القاعدة وبثت مقتلهم,لم نجد أسيرا إيرانيا أو روسيا أو عراقيا,وهم المنتشرين في البلاد انتشار النار في الهشيم..
ناشط جزائري,يكشف لإحدى الصحف أن أعضاء القاعدة في المغرب العربي تم تدريبهم في معسكرات التدريب الإيرانية..
صادرت الحكومة النيجيرية,في عملية نوعية,حمولة أسلحة كانت موجهة إلى جماعة " بوكو حرام",وهي الحمولة التي كانت قادمة من إيران,والأسلحة والقنابل تحمل أسماء وتعليمات باللغة الفارسية..
الكاتب الجزائري الشهير "عبد المالك الرمضاني" يؤلف سلسلة كتب,ويبين بالصور والوثائق تواطأ القاعدة مع السافاك ..
في الشيشان..وبعد الشهرة الواسعة التي أحرزها مقاتلوا الشيشان ومتطوعوا باقي الدول,وبعد اقتراب النصر,تتدخل القاعدة,وتتوالى تصفية القيادات,تصفية الخطاب,شامل باسييف,أبو الوليد المدني..الخ,ويعقب ذلك تصفية الرئيس الشيشاني "سليم خان يندرباييف"الشهير بالمقابلة الأسطورية مع بوريس يلتسن,وكيف جعله يغير مكانه من على طاولة المفاوضات...لتخبوا المقاومة الشيشانية وتصير اثرا بعد عين..
في اليمن ,ومنذ إنشاء معهد الشيخ " مقبل بن هادي الوادعي" وهو يتعرض لغارات ومحاولة نسف,رغم الشكايات المتتالية التي يتقدم بها مدير المعهد إلى علي عبد الله صالح,ليعرف لاحقا ما سمي بالحوثة وهم الذين كانوا وراء الاعتداءات المتكررة على مركز دماج وغيره,ويعرف كذلك الرابط بين الحوثة وعلي عبد الله صالح..
حينما تكررت الاعتداءات,حمل طلاب المعهد العلمي السلاح للدفاع,ورغم الحرب الطاحنة والمتكررة بين طلبة "الشيخ مقبل بن هادي الوادعي" والشيخ "يحيى الحجوري" وبين القوات الحوثية,ورغم استنفار القبائل اليمنية لنصرة الطلبة وشيوخهم,ومحاصرة المعهد العلمي من طرف القوات الإيرانية والحوثية,وتهجيرهم بعد ذلك من المركز العلمي,فلم تحرك القاعدة ساكنا,أو تنتصر للطلبة ولو بطلقة..
في أوروبا..أمريكا..وكلما استقرت الأمور,وانسجم المسلمون في المجتمعات التي وفدوا عليها,وسمح لهم بحرية المعتقد,وانتشرت روح التسامح,وكلما انهزم اليمين المتطرف, والراديكالي المتجلف,وجرم من يهاجم الإسلام,فوجئنا بتفجيرات مفتعلة,وذلك نتيجة التعامل ألاستخباراتي مع القاعدة,لينتج عن ذلك ما سجله القاضي " أبو سليمان العتيبي" في مراجعاته الشهيرة قبل أن تتم تصفيته..صناعة الأفلام في استوديوهات شبيهة باستوديوهات هوليود..صناعة الاوهام.