موحى الأطلسي
رأت إحدى الأخوات المنتمية لجماعة العدل والإحسان بفاس وهي نائمة أن ندية ياسين، كريمة الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان، جالسة وللا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تخضب يدها بالحناء وإلى جانبها أمنا عائشة، ورسول الله يبارك ندية ياسين وقبل جبينها، وقال أن من مس ندية ياسين فقد اعتدى على رسول الله.
لا يهمنا مما سبق هل هو رؤيا صادقة التي جزء من أجزاء النبوة أم هي حلم أو وسواس فنترك الأخت لضميرها لكن ما رأيها أنني رأيت رؤيا مخالفة لرؤيا الأخت التي لا تفوقني في صلاة ولا صيام ولا قيام ولا ذكر ولا أزكي على الله نفسي إن النفس لأمارة بالسوء لكني مضطر لمواجهة الحجة بالحجة والرؤيا بالرؤيا.
رأيت فيما يرى النائم وأنا في غفوة بين الوتر وصلاة الفجر أن عبد السلام ياسين، لابسا قميصا رثا وأصلع الرأس حد القرع يركب جملا أجرب دون تكئة، ووراءه بنته ندية كاشفة الشعر وقوم منهم بعض قيادات جماعة العدل والإحسان، حتى وصل الجمل إلى بركة آسنة فغرق القوم ولم تعد تظهر غير رؤوسهم.
ما رأي الأخت وأخوات الآخرة والمؤمنون بالجماعة، لقد رأت الأخت ورأيت وبعضنا لبعض خصيم يوم القيامة، فمن منا الأحق ومن منا على حق، ولماذا نصدق الأخت ولا يصدقونني؟ ألانني لست من جماعة العدل والإحسان؟
إن شرط أن يصدقك هؤلاء في رؤياك وقد تكون صادقة هو أن تكون من مريدي الشيخ.
ولقد رأينا في تاريخ الجماعة من القصص ما يمثل أساطير الأولين ورغم أن الرؤيا ذات بعد رمزي فإن ياسين وأتباعه جعلوا منها شكلا كاريكاتوريا شبيه بواقع يريد أن يطبع خاتم الولاية والولي الملهم من الله، فهذا يرى الأنبياء والمرسلين يتسابقون ليجلسوا أمام عبد السلام ياسين، والذي يعرف شيئا بسيطا من العرفان يصل إلى خلاصة مفادها أن أحلام ياسين شيطنية سبقه إليها الكثيرون في التاريخ الإسلامي.
قبل سنوات حلم الشيخ ياسين وصدقه أتباعه و رؤوا الحكايات والقصص المتواترة حول القومة الإسلامية التي بشر بها مريديه، وحدد لها ساعة الحسم التي رآها رؤيا صادقة ألا وهي سنة 2006، ومرت تلك السنة بسلام وعرفت تحولات جذرية في المغرب أسست لما نعيشه اليوم، وكذبت أحلام ياسين من حيث صدق تقريرا أمريكيا تنبأ بتوترات اجتماعية عالجها المغرب بالهدوء المعهود.
ونحن نسأل ياسين وأتباعه لماذا لم يروا سنة 2011 شيئا من الربيع العربي قبل حدوثه؟
إن الجماعة لا تميز في خطابها بين العلمي والخرافي، وهي تصدق الأخير لأنه سهل للاستهلاك ويهضم بسرعة.
إن الرؤيا الأخيرة رؤيا سياسية الغرض منها تبرئة ندية ياسين من التهم الأخلاقية الموجهة إليها خصوصا تلك الصور التي أظهرتها إلى جانب عشيقها بأثينا.