1 كنا ننتظر كمتتبعين للشأن الرياضي و الكروي على وجه خاص ، أن يشكل لقاء فريق الوداد البيضاوي بنظيره فريق اتحاد طنجة قمة الدورة الثامنة من البطولة الاحترافية المغربية ، لما يتميز به هذان الفريقان من أداء فني رفيع ، و حماس جماهيري مؤكد ، غير أننا لم نكن نتصور أن يتجاوز هذا الحوار الكروي أفقنا المنتظر إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير .
2 لقد عاش المغاربة داخل و خارج الوطن ليلة الأحد : 21/11/05 عرسا رياضيا عاد بنا إلى الزمن الرياضي الجميل . فمنذ إعلان صفارة الحكم على انطلاق المقابلة ، انبرى لاعبو الفريقين يبحثون عن بناء العمليات المؤدية إلى تسجيل الأهداف ، و إحراز الفوز ، و هكذا عرفت المقابلة أربعة أهداف ابتداء من الدقيقة السابعة و انتهاء بالدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء ، مما يعني أن المباراة قد حبست أنفاس المتتبعين ، و أكرمتهم بلوحات فنية رسمتها الجماهير بفنية عالية الجودة و الروعة ، بل إن جماهير مدينة طنجة حطمت رقمين قياسيين في هذا الحفل الرياضي ، لقد تجاوز عددها 12 ألف ، و رفعت لوحة فنية مبدعة خارج قواعدها .
3 و لا أخفي أنني لم أهتم بالنتيجة التي خلصت إلى التعادل الإيجابي 2 / 2 ، بقدر ما سعدت بالأداء الفني و الحماس الجماهيري الفريد ، و الروح الرياضية العالية التي طبعت أطوار المقابلة داخل رقعة الملعب وفي المدرجات . صحيح لم يتمكن أحد من الفريقين من الفوز و إحراز مزيد من النقط ، بيد أن المتفرج داخل و خارج الملعب خرج منتصرا ، و هو ينتشي بالعروض التي أبدع اللاعبون في صوغها باقتدار فني معتبر ، أملنا أن تتكرر مثل هكذا مباريات لبلورة مغرب رياضي أفضل .
الصادق بنعلال – كاتب من المغرب