من قال إن الإرهاب أعمى؟ إنه لم يعد كذلك. لقد أصبحت له عيون
من قال إنه لا دين ولا ملة له؟ دينه وملته منا، ،وقيادته تنمو بيننا، نرعاها حتى تكبر وتتمنطق بالكره والأحزمة الناسفة.
باريس هذه المرة ضبطتنا بالجرم المشهود
باريس هذه المرة فضحتنا بالدم المقدس
الإرهاب يا سادة منا. ينفذه أبناؤنا من يأسهم.. وقهرهم.. وجهلهم.. وحشو عقولهم بالكره والعنصرية..
ينشره شيوخنا من جهلهم .
داعش والقاعدة والإخوان ليسوا مجرد تنظيمات، هي ثقافة تختزل أسلوبا في السلوك والتفكير والعمل.
دعونا نكون صرحاء ولو مرة واحدة. انظروا التدوينات الشامتة المنشورة على صفحات الفيس بوك لتعرفوا من نحن.
تأملوا في الخطابات ذات اللحي المصبوغة بالحناء وهي تكفر الناس
استمعوا إلى ما يروج في المساجد، من الماء إلى الماء، لتتيقنوا أن للإرهاب عيونا وألسنا ودينا أيضاً
تمعنوا في تعليمنا، وفي مدارسنا، وفي مناهجنا التدريسية، وفي القائمين على العملية التدريسية، لتتيقنوا كم هو حجم الدمار الذي نلحقه بعقول نرسلها في الأخير لتفجر أو تنفجر في أي مكان. قد يكون هذا المكان باريس أو نيويورك أو بيروت أو الدار البيضاء وسوسة والرياض وشرم الشيخ و لاغوس، أو أي مكان من المعمور.
هم خلقوا الإرهاب بمالهم وأجهزتهم؟ ممكن .. لكن التربة الخصبة نحن نوفرها كما نوفر النفط والمعادن والمواد الأولية…
هل هو الغباء؟ هل هو الجهل؟ نعم هما معا.
لقد نجحنا في أن نجعل منا جذام الإنسانية في القرن الواحد والعشرين
لقد نجحنا في أن نقدم أنفسنا في صورة الهمج
نجحنا في أن يرانا العالم قتلة مجرمين مخربين همجيين منبوذين.
نحتضن خطاب الكراهية والحقد منذ أربعة عشر قرنا، في وقت تصالح الناس مع بداوتهم، وصقلوا ثقافتهم ليظهر منها الجميل ويتوارى عنها القبح. أما نحن فنتباهى بقبحنا. نتباهى بشرب بول البعير وبغمس الذباب ولا نخجل من ترديد الكلام بأننا خير من يوجد على البسيطة.
نمارس كل أشكال النقائص وندعي أننا أتقى الناس.
نجهض كل فكرة تحاول مساءلة ما نحن فيه ونقول إننا ذات لا يأتيها العيب لقداسة ما نؤمن به.
نقتل العلماء والمفكرين ونحرق الكتب ونترك الجهلة والمشعوذين يتحكمون في سلوكاتنا.
نفخر بجهلنا… فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم…
عذرا باريس فالقتلة من صلبنا
لكن معذرة فلسنا كلنا قتلة
رأفة بنا أيها العالم فقدرنا أسقطنا ها هنا…
حكيم بلمداحي.