... بيروت، وباريس
قدر الجميلات حقد البشاعة
قدر الجميلات... نذوب في الوجه
لا تصدقونا
لا تثقوا بنا، فنحن تعودنا أن نرمي الجميلات بماء النار انتقاما
في بيروت كما باريس...
سنُخرج جميعنا، أبرد اللغات القديمة، كي نقول لكم
إننا ندين الهمجية، ونستنكر القتل، ونمجد دم الأبرياء... فلا تصدقونا
نحن نكذب على أنفسنا كي نتجمل لكم
نحن... سلالة الدم والقتل
نحن نقترف المجازر في سوريا وليبيا واليمن، وفي بعضنا ... ونسمي كل هذا القتل ربيعا
نسمي الهمجية ربيعا
وندافع عن القاتل ... ونبرر القتل، ونجد بيننا دائما، من يجعل دماء الآخرين صك غفران وتذكرة مرور نحو الجنة
نحن... اخترعنا الجحيم في الأرض، كي نتوهم الجنة
لا تصدقونا
ستجدون بيننا اليوم، من كفر الشيعة ومن أفتى بخروجهم من الجنة.... ستجدونه اليوم يستنكر الهمجية في بيروت
ستجدون بيننا اليوم، من برر القتل في جحيم شارلي إيبدو... ستجدونه اليوم يتباكى على مجزرة باريس
لا تصدقونا... نحن في القتل أمة واحدة
نحن قوم نعتبر أن من لم يفكر مثلنا، من لم يعبد ربه على طريقتنا، من لم يعتبر استعمارنا للآخرين فتحا، واحتلال الآخرين لنا ذبحا، هو شخص ميت أصلا. هو جثة تمشي على الأرض في انتظار من يعدمها كي يقصد الجنة مباشرة
لا تصدقونا...
نحن قوم جُبلنا منذ قديم على النفاق
نحن قوم نقترف كل بشاعات البشر، لكننا ندين انحلال الغرب
نحن قوم نقترف البيدوفيليا والدعارة واستغلال البشر والسرقة والرشوة ولانحناء للسلطة، كل سلطة متخيلة أو موجودة، لكننا مستعدون للقتل...إن كتب أحدهم هذا عنا
نحن قوم، يمكن لآخر (فقيه) فينا أن يخرج على اليوتوب أو شاشات الوهابية المترامية الأطراف، كي يكفر بعضنا، كي يهدر دمنا
... يمكن لآخر (فقيه) فينا، أن يفتي في حياتنا ومماتنا، وأن يبشر عبدة الدم في داعش بنصر من الله ورسوله، وأن يحتفي به من يدينون القتل اليوم
لا تصدقونا
نحن ندين القتل لكننا نبرره في ذات الجملة
نجد له دائما سببا مقنعا كي يوجد.... سببا مقدسا
نحن قوم... نريد نشر ديننا في العالم، ونمنع الناس من ذات الفعل عندنا
نشيد المساجد في أراضي الغير، ونمنع الناس من شبه مكان عبادة عندنا
نؤمن حد النخاع بحرية العقيدة، ونقتل من يختار منا دينا لنفسه
نؤمن بالحرية...لنا فقط
نحن قوم... إذا كتبت جريدة ما شيئا ضدنا، أخذنا كل بلد تلك الجريدة بذنبها، لكننا نرفض أن ينعتنا الآخرون بالإرهاب، حين يقتل واحد منا، أمة من الناس
نحن قوم، يعتدي علينا الآخرون، كل الآخرين
نحن قوم، ندعو على اليهود بالموت، وعلى النصارى بالزوال... وندعو لحوار الأديان
نعم بيروت
نعم باريس
لا تصدقونا
نحن قوم ألفنا لغات الموت
نتعايش مع القتل والدم ببرودة
لا تصدقونا، فبيننا دائما من يبرر القتل، من يعتبر القتل جريمة، حين تصيبنا فقط
لا تصدقونا
فنحن لم نعد نصدق أنفسنا
نحن نصنع كل يوم جحيما أقسى، كي نتوهم الجنة ذات يوم
بيروت... باريس
ادفنوا موتاكم في صمت، وادفنوا معهم كل لغات الحزن التي قد تأتيكم من بعضنا
لا تصدقوا لغاتنا
فهي منذ زمن بعيد... لم تعد تشبهنا.