ما كنا نحسب أن الإلحاح على التَّعَرّي والتطرف المتطرف في كشف المناطق الأكثر حساسية يؤدّي بصاحبته إلى التطرف في الابتزاز والتهديد. هذا ما فعلته لبنى أبيضار التي أصبحت بين عشية وضحاها ممثلة بمجرد أنها قامت بدور "البطولة" في فيلم بورنوغرافي، كشفت فيه عن مؤخرتها ومقدمتها وما فوق الصُّرَة وما تحتها وما بينهما، وحاولت القيام بحملة مغرضة تحت شعار أنها "امرأة حرة"، وبما أنها كذلك فهي مضطهدة، وسمحت لنفسها بالتلويح بطلب اللجوء السياسي ومغادرة المغرب إلى الخارج للتشهير به. المثير في أمر هذه الممثلة التي قدمت صورة سيئة ومشوهة عن المرأة المغربية الحقيقية، من خلال اللقطات الساخنة جدا وهي تمارس الجنس بشكل مفضوح وبطرق مقززة، لم تخجل من نفسها ولو لحظة وهي تزعم تعرضها للاضطهاد في بلدها هي التي لم تحترم كرامة المرأة ولا شخصيتها ولا وضعها ولا حريتها. وحتى لو كانت هذه المرأة، التي تقول لبنى أبيضار إنها تدافع عنها، تمارس الدعارة لسبب من الأسباب، فإنها لن تجرؤ على فعل ذلك بالشكل الذي ظهرت فيه الممثلة في فيلمها الذي لا يحمل من "الزِّين" إلا الاسم. هكذا أصبحنا نفتح عيوننا أمام مطالب غريبة تقول: إما أن يكون لي الحق في التعرِّي وممارسة الجنس في أبشع أشكاله، وأقدّم ذلك للجمهور، وإما سأطلب اللجوء السياسي وأغادر البلاد وأقول ما أشاء. أي لجوء سياسي هذا الذي أصبح مقرونا بطلب "الحق" في إبراز وعرض المؤخرات وغيرها؟ وأي قيمة ستصبح للجوء السياسي الذي مرغت لبنى أبيضار مصداقيته على أفرشة النجاسة والروائح النتنة؟ حتى حركة "فيمين" الشهيرة بخروج عضواتها إلى الشارع وهن يعرضن نهودهن على الجمهور أصبحت محافظة وتخجل من نفسها إزاء هذا الذي تفعله لبنى أبيضار باسم الحرية والإبداع، مع أن ما قامت به لا علاقة له بالحرية ولا بالإبداع. لقد تجاوزت كثيرا، وبتطرّف أكبر، العروض التي تقدمها حركة "فيمين". الأغرب في الأمر أن الممثلة المذكورة تأخرت كثيرا في إبراز وجهها التي قالت إنه أُصِيب بتورّم وجروح جراء ما زعمت أنه اعتداء عليها، ولم تتردد ثانية في قُبُول عرض جسمها في سوق النخاسة بثمن بخس وفي أوضاع مقززة بعد أن غُرِّر بها بالقول إنّ "الزِّينْ فيك" بينما اكتشف الناس أن الأمر لا يتعلق بـ"زين" ولا أيّ شيء بقدر ما يتعلق بالقُبح في أبرز صوره. وحين استهجن المجتمع هذا السلوك الشاذ والمتطرف، تعتبره اضطهادا لها باعتبارها "امرأة حرة" في حين إن المرأة الحرة هي التي تكدح وتناضل وتعرق وتنشف من أجل تربية أجيال الغد والمساهمة في بناء الوطن وتقدمه وازدهاره، وليس في الخرجات الاستعراضية التي تسيء إليها وإلى المرأة المغربية وإلى بلدها، لتصبح أبيضار في وضع بئيس "لا زين لا مْجِي بَكْري".