بوحدو التودغي
منذ أن تم الإعلان عن المشروع التنموي الضخم بالأقاليم الجنوبية بدأ الخصوم في البحث عن خيط إبرة إن وجدوه كي يشوهوا صورة المغرب، ولهذا بدأت الإشاعات كون المشروع لا يتضمن اتفاقيات مع المقاولات الوطنية قصد الاستثمار هناك، وهو ما كذبته الوقائع حيث أعلنت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، بالعيون، عن مشاريع بقيمة استثمارية ناهزت 4 ر 5 مليار درهم ستمكن من خلق 10 آلاف و 300 منصب شغل في الأقاليم الجنوبية.
وأبرزت أن هذه المشاريع التي يبلغ عددها 56 مشروعا تندرج في إطار مبادرة تعبئة الاستثمارات وخلق فرص الشغل بالأقاليم الجنوبية.
وقالت مريم بنصالح شقرون إن المبادرة، التي تنفذ بشراكة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الداخلية والسلطات المحلية، تشمل إنجاز 17 مشروعا في جهة الداخلة وادي الذهب و39 في جهة العيون الساقية الحمراء (36 بمدينة العيون ومشروعان ببوجدور ومشروع بطرفاية).
وفيما يتعلق بمنجم فوسبوكراع فتحيط به دعاية غير منطقية ترفع من شأنه بشكل كبير مدعية أن المكتب الشريف للفوسفاط يستغله، في حين أن الدراسات تؤكد أنه لم يكن ذا شأن قبل سنة 2007، وفي إطار المشروع الجديد سيتم استثمار مبالغ مالية مهمة من أجل تطويره لخلق مناصب شغل يستفيد منها أبناء الصحراء.
وفيما يخص مشاريع التعليم العتيق التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية فقد تم تفسيرها بشكل مغلوط، لأنه بموازاة ذلك هناك مشاريع للتعليم التقني والمعلومياتي المتطور بالإضافة إلى أماكن إقامة الطلبة ومحاربة الأمية في صفوف الشباب.
ومن دلالات التطور على مستوى الثقافة الاجتماعية هو إنجاز مركز تصفية الدم بطرفاية على نفقة أحد المحسنين، مما يدل على تواصل الدولة مع المجتمع المدني.
أما فيما يتعلق بمشاريع الإسكان فإن العديد منها يتم تمويلها من الدفعات المسبقة للمستفيدين منها كدليل على القطع مع الريع مهما كان نوعه.
ومن دلالات التطور في التسيير بأقاليمنا الجنوبية هو حضور رؤساء الجهات الثلاث إلى جانب جلالة الملك أثناء تقديم مشروع تنمية أقاليم الجنوب، ويشير ذلك إلى الدعم القوي في النظام الجديد لسلطة المنتخبين في التفاوض حول عقد البرنامج مع الدولة.
ومن الملاجظات التي رافقت الزيارة الملكية للعيون هو حضور أصدقاء للمغرب من جزر الكناري ومن دول إفريقيا، أثناء تقديم المشروع التنموي والشروحات المرافقة له مما يدل على أن تنفيذ المشروع سيكون دعامة للتعاون جنوب جنوب، والذي توجد الصحراء في عمقه.
إن الصحراء تعرف مجهودا جبارا غير مسبوق باستثمارات ضخمة جدا ستؤهل المنطقة ويكون هدفها هو المواطن الصحراوي، الذي سيكون ضمن أولويات هذا المشروع وأساسه من حيث إيجاد مناصب الشغل وإحداث الثروات التي سيستفيد منها سكان الجنوب والتي سيتم استثمارها من جديد في هذه المناطق، لأن الهدف هو أن تكون بوابة نحو إفريقيا ولهذا السبب جاء ميناء الداخلة الأطلسي الكبير.