قال سيدي محمد فاضل دادي أحد المؤسسين السابقين لجبهة "البوليساريو"، إن المسيرة الخضراء تظل بعد أربعين عاما على انطلاقها، رمزا لانتصار إرادة البناء والتنمية والديمقراطية على ممارسات التطرف والتحريض والهدم.
وأوضح فاضل دادي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة مرور 40 سنة على انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، أنه منذ سنة 1975، أنشأت عدة مدن في الصحراء المغربية في أماكن كانت قاحلة في السابق، ثم أصبحت في ما بعد رمزا لإشعاع المغرب في مختلف المجالات.
وقال المسؤول السابق في جبهة "البوليساريو" المقيم في العاصمة الايطالية روما، "إذا كنا لم نشارك في المسيرة الخضراء في عام 1975 لتحرير أرضنا وتوحيد وطننا، فنحن الآن مستعدون للمساهمة في مسيرة التنمية التي يقودها الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين".
وأضاف أن "المسيرة الخضراء وامتدادها، أي مسيرة التنمية، ترمز إلى نهاية مرحلة وبداية عهد جديد، يتسم بوضع دستور جديد وسياسة جديدة، كما تدل على ذلك مبادرة منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية".
وأعرب دادي عن اعتقاده الراسخ بأن مشاريع التنمية التي سيتم إطلاقها في هذه الأقاليم ستكون لها انعكاسات اجتماعية واقتصادية مهمة على مدن الصحراء المغربية، التي وصلت إلى نفس مستوى التنمية بل وأحيانا تتفوق في كثير من الحالات على المستويات المسجلة في باقي مدن المملكة.
وحول ظروف تأسيس جبهة "البوليساريو"، ذكر فاضل دادي أن استرجاع سيدي إفني في عام 1969، شكل "نقطة تحول" في تاريخ الصحراء المغربية وتغييرا جذريا في المنطقة.
وبعد أن ذكر بأنه كان واحدا من الأعضاء المؤسسين لجبهة "البوليساريو"، أشار دادي الى أنه شارك في تأسيس خلايا عمالية في شركة بوكراع، حيث كان يعمل في ذلك الوقت، قبل أن يلوذ بالفرار خوفا من إلقاء القبض عليه من قبل السلطات الاسبانية بعد توصله بتقارير من قبل الحزب الشيوعي الاسباني، تفيد بأنه سيتم إلقاء القبض عليه وعلى رفاقه.
وقال، في هذا السياق، "في ذلك الوقت، كان تعاوننا وثيقا مع أعضاء اليسار الإسباني، الذي كان النظام الاسباني يرسلهم الى المنفى في الصحراء"، مشيرا الى أنهم كانوا "مصدرا للمعلومات لا ينضب".
وسجل دادي أن انحرافات كبرى سجلت في عام 1974 بعد دخول جبهة "البوليساريو" على الخط في خضم صراع إقليمي، وعالمي بين الشرق والغرب في أوج الحرب الباردة، للاستفادة من النزاع، أولا بين الجزائر والمغرب، وثانيا بين الجزائر وليبيا.
وبعد أن تلقت جبهة "البوليساريو"، يضيف دادي، "الدفعة الأولى من الأسلحة من ليبيا في مارس 1974، قررت الجزائر النزول بكل ثقلها لتعزيز قبضتها وسيطرتها على جبهة "البوليساريو"، ومن تم محاربة المغرب من أجل إضعافه حتى تحقق الجزائر طموحاتها التوسعية في المنطقة.
وأشار الى أن "الجزائر لم تتردد في التحالف مع النظام الفاشي والاستعماري في مدريد من أجل منح الحكم الذاتي تدريجيا للصحراويين في إطار الدولة الاسبانية"، مضيفا أن ليبيا، بدورها "حاولت استخدام البوليساريو كأداة للقيام بانقلاب في المغرب".
وكشف دادي أن فضل المسيرة الخضراء "فضل كبير"، بحيث أنها قلبت جميع المعطيات في عام 1975، كما غيرت موازين القوى في المنطقة، وأجبرت إسبانيا "على إلغاء إلتزاماتها تجاه الجزائر والتوقيع على الاتفاق الثلاثي في مدريد".
وخلص الى أن المسيرة الخضراء كانت بمثابة قرار فريد من نوعه وملحمة نضالية تاريخية غيرت مجرى التاريخ في المنطقة.
و.م.ع