وليس من باب الصدف أن يأتي حدث اقتحام جماعة البوليساريو للمنطقة العازلة شرق الجدار الأمني المغربي في ظروف إقليمية تشير فيها بعض التقارير الأمنية إلى اكتمال ميلاد شريط مثلث جديد حاضن للجماعات الإرهابية يمتد من معسكرات داعش في غدامس على الحدود الليبية الجزائرية التي تُعد المنطلق الجديد نحو الجنوب الجزائري وشمال مالي وصولا إلى محيط تندوف ومعسكرات قرب مدينة الزويرات شمال موريتانيا ،فالصعوبات الأمنية التي تواجهها موريتانيا في مناطق الشرق والشمال الشرقي والشمال والفراغ الديمغرافي الموجود في مناطق واسعة فوق الأراضي الموريتانية وعلى مقربة من الحدود المالية قاد إلى تسلل قيادات إرهابية وتأسيسها لمعسكرات تابعة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ،فالإرهابيان الطيب ولد السالك وسيدي ولداحمدناه المرتبطان بأحداث مابين 2007 و2009 في موريتانيا يعدان من خريجي هذه المعسكرات ،لكن الجديد هو نزوح قيادات من داعش إلى محيط منطقة الزويرات ،ذلك أن الفراغ الأمني الممتد على طول الجنوب الجزائري سهل هذا الانتقال نحو غرب المحيط الأطلسي شمال موريتانيا ،ويبدو أن التحالفات الموجودة بين المهربيين والارهابيين من داعش في شمال ليبيا والحدود التونسية الليبية والجزائرية الليبية انتقل نحو المنطقة العازلة شمال موريتانيا ،والمثير فيه تحالف جديد بين المهربين من تندوف وقيادات داعشية في الشمال الموريتاني سمحت بانتقال إرهابيين من جماعة عقبة بن نافع نحو مخيمات تندوف ،ففي شهر دجنبر الماضي اعتقلت السلطات الموريتانية مجموعة أفراد ينتمون لكيتيبة عقبة بن نافع الداعشية في محيط مدينة الزويرات قادمين من مخيمات جبهة البوليساريو بتندوف جنوب غرب الجزائر .
ويبدو أن هذه المعطيات الجديدة باتت تدفع بقيادة جبهة البوليساريو التي تعمل كلها في مجالات التهريب إلى المراهنة بتحريض جزائري على استفزاز القوات المغربية شرق الجدار الأمني في المنطقة العازلة وإشعال مواجهة مسلحة تفتح فيها الجزائر وقيادات البوليساريو ممرات لجماعات إرهابية تهاجم القوات الأممية في المنطقة العازلة وتُطلق النار على الجدار الأمني المغربي ،
لذلك ،فإن خيطا ناظما يُوجد بين حدث المهيريز وحدث محاولة متطرف داعشي سوري مسلح الدخول من الجنوب المغربي عبر شمال موريتانيا والمنطقة العازلة ،وحدث تسرب الأسلحة من الحدود عبر الأراضي الجزائرية (أسلحة خلية الصويرة الإرهابية)، وقبلهما ،في سنة 2009 ، حدث إعداد الإرهابي مختار بلمختار من طرف “توفيق مدين” و”البشير طرطاق” لزعزعة الأمن ومهاجمة القوات المغربية على الحدود الجنوبية الشرقية بالمنطقة العازلة ،فالأحداث كلها، يُضاف إليها التقارب الأمني الجزائري الموريتاني في الأسابيع الأخيرة تُنذر بمغامرات خطيرة تُرتب لها القيادة الجزائرية وربيبتها قيادة المخيمات ،فالجزائر لم تعد دولة ،كما جاء في توصيف مدير المخابرات “توفيق مدين” المعفى برضاه ،وقيادة البوليساريو غير قادرة على إسكات الاحتجاج المتواصل في المخيمات أخره “نداء الاستغاثة” الذي أرسله صحراويون من المخيمات الى وفد مفوضية حقوق الإنسان حول معاناتهم مع سعر قنينة الغاز الذي يباع ب 1000 دينار جزائري من طرف جماعة عبدالعزيز وزوجته رغم أنه سُلم كمساعدة مجانية لسكان المخيمات ،وبذلك فقيادة الجبهة تلتقي مع حكام الجزائر في بحث كلاهما عن إطلاق الفوضى ،فحدث “المهيريز “ اختبار للمغرب يتطلب أكثر من التنديد مادام الأمر خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار من شأنه تهديد الأمن والسلم الدوليين للخطر .
فالفكرة المركزية التي يجب الاشتغال عليها تبدأ من إطلاق حملة دولية للإشعار بمخاطر مايجرى عبر الشريط الممتد من معسكرات الإرهاب في غدامس وفوق أراضي الجنوب الجزائري المنفلت وفي شمال مالي و مخيمات تندوف والشريط الممتد بين تندوف والزويرات والمنطقة المسماة بتورا بورا بين الحدود المغربية الموريتانية ،فالإشعار هدفه التعريف بالمخاطر المتزايدة ودور الجدار الأمني المغربي في رد الخطر والإقتراب منه تهديد للأمن القومي المغربي يُجيز الدفاع الشرعي عن النفس.
بلقاسم الشايب الجزائر تايمز