شرعت عائلة المدعو سعيد العلواني مالك شركة "العلواني الأندلس" الّذي راكم ثروته من خلال بيع وترويج المواد الغذائية الفاسدة المضرة بصحة المواطنين، في الترويج لمغالطات كاذبة بهدف، كسب تعاطف الرأي العام، وتضليل العدالة من خلال إدعاء أنه كان ضحية لحسابات سياسية، بينما هو ضحية للجشع الذي لا حدود لها بعد أن انساق وراء جمع الأموال، وأغراه السعي وراء مراكمة الثروة التي سخرها لخدمة "داعش" فـأنفق الأموال الطائلة من أجل تهجير من يعززون صفوفها.
هذه هي الحقيقة، لكن اليوم بعد مرور أربعة أشهر على اعتقاله، أمام عيون الأشهاد، وبالحجة والدليل، خرجت زوجتاه من بعبعهما في محاولة يائسة، للبحث عن صك براءة زائفة، من خلال ادعاء اختفاء مبلغ 100مليون سنتيم واتهام المحققين بالاستيلاء عليه من دون التصريح به ضمن المحجوزات علما أن المبلغ المحجوز بموافقته و توقيعه هو 275.050 درهم.
طبعا العائلة لم تخرج عن منطق المناورات الدنيئة التي ينهجها جل المعتقلين الاسلاميين المتورطين في مثل هذه القضايا بهدف التشويش على المحاكمة في محاولة للترويج لصورة ذلك التقي النقي الطاهر، المحسن الذي يجود بأمواله في سبيل إسعاد المحتاجين، غير أن هذه الإدعاءات في الحقيقة هي مجرد غطاء لتمويله للجماعات الارهابية.
ولم يجد سعيد العلواني ما يفعله بعد ازدهار تجارته، سوى تمويل المتطرفين الذين يعيشون في وضعيات اجتماعية صعبة، ويوفر لهم فرص شغل كحالة المغاربة العائدين من أفغانستان، وذك بعد أن تشبع بالفكر الجهادي المتطرف، مباشرة بعد زواجه من المدعوة جميلة بريك (أخت الشقيقين محمد وعز الدين بريك المقاتلين في العراق وسوريا والمطلوبين للعدالة محليا ودوليا). هذا التشبع مكن العلواني من تمتين علاقته مع أبرز وجوه هذا التيار المتطرف في فاس.
في هذا السياق مول العلواني أسر معتقلي السلفية الجهادية، وكان يقيم علاقات في هذا الإطار مع زوجات المعتقلين، حيث استفادت كل من أرملة عبد الحق بنتاصر العقل المدبر لعمليات الدارالبيضاء الإرهابية في ماي 2003، وغفران فرخي أرملة الجزائري عمر السايح الذي قضى في أفغانستان من مساعدات متعددة مادية وعينية من سعيد العلواني.
كما تكلف بمصاريف سفر سناء الزغديدي زوجة صهره عز الدين بريك للالتحاق بزوجها في مناطق القتال في سوريا و العراق، وأكثر من ذلك آوى سعيد العلواني في بيته، وفي إطار أشكال التعاون والمساعدة التي قدمها للتيارات المتطرفة في المغرب، صهره عز الدين بريك المذكور سابقا، أثناء عودته للمغرب وقبيل محاولته الفاشلة للالتحاق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انطلاقا من الجزائر، مع المحافظة على الاتصال بعبد الرزاق بريك، عندما التحق بالمتطرفين في سوريا للقتال في صفوفهم.
ماذا أكثرمن هذا... أليس ما قام به دليلا على تورطه حتى النخاع في الإرهاب وتمويل الإرهاب... بماذا عاش كل هؤلاء، ومن أين أتتهم كل القدرة على تمويل مشاريعهم الإرهابية؟
لقد شكل سعيد العلواني معينا لا ينضب لكل هؤلاء، وفر لهم كل الشروط من أجل ممارسة مشاريعهم وتحقيق طموحاتهم في الالتحاق بمناطق التوتر الإرهابية.
ويشار إلى أن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية اعتقل سعيد العلواني، المعروف بنشاطه وتمويله الجهادي، في 15 يونيو الجاري، بفاس المختصة في بيع المواد الغذائية بالجملة، حيث قادت التحقيقات الأولية إلى اكتشاف ضلوعه في بيع وترويج المواد الغذائية الفاسدة المضرة بصحة المواطنين.
وللحقيقة والتاريخ عمد سعيد العلواني منذ بداية نشاطه التجاري، بسوء نية مبيتة، و بجشع منقطع النظير إلى استعمال التدليس والغش في العمليات التجارية الخاصة بالتوزيع والوساطة، حيث عمد إلى اقتناء السلع الغذائية وغيرها ( تمور، عصائر، مربى، بسكويت، مسحوق البندق) بخسة بالنظر لاقتراب تاريخ نهاية صلاحيتها، وعمد إلى تخزين هذه السلع الفاسدة في مستودعات شركته في مدينة فاس بكميات كبيرة ومعدة لهذا الغرض، حيث كان يتكلف مستخدموه، إما باستبدالها في علب أخرى، أو تغيير تاريخ صلاحيتها بطريقة تقنية.
و قد مكنت عملية التفتيش في مخازن شركة "العلواني الأندلس" في جهات متعددة من البلاد، بحجز أطنان من المواد منتهية الصلاحية، كانت معدة للتوزيع على عدد من محلات البيع بالتقسيط.
لكن حبل الكذب والغش قصير، وكما يقول المثل الشعبي " لي حفر شي حفرة تيطيح فيها" ولن ينقد سعيد العلواني من هذه الحفرة لا إدعاءات زوجتيه، ولا كل الذين شحنهم بالفكر المتطرف أو أولئك الذين التحقوا بـ "داعش".
وما على عائلته إلا أن تقنع بأن مصيره ومصير أمثالهم من الأفاكين هو ما صنعت يداه.