يقول المثل "إذا كان المتكلم أحمقَ فليكن السامع عاقلا". وقياسا عليه إذا كان زكريا المومني، بوكسور الرهانات يرتكب حماقات فعلى الدولة الفرنسية أن تكون عاقلة مراعاة لعلاقاتها مع المغرب، التي ترقى إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، وألا تدع "صغيرا" مثل هذا يؤثر على شراكة بلدين ويسيء إلى بلد صديق. المومني مزق جواز السفر المغربي أثناء استضافته من قبل قناة تي في 5 موند. دائما يتم استضافة هذا الصغير رغم أنه لا صفة له، فلا هو مثقف ولا هو محلل رياضي ولا هو معارض سياسي، بقدر ما هو محابسي من أجل النصب والاحتيال ويمارس الابتزاز ضد بلده. العمل الذي قام به المومني يعتبر جريمة في حق بلد. جريمة في واضحة النهار ويشهد عليها العالم، وما كان في بلد الديمقراطية أن يتم السماح بهذه الحماقات التي تسيء لفرنسا لأن الحرية تتناقض والاعتداء على رموز السيادة. فهل تقبل فرنسا بإهانة العلم الفرنسي؟ المغرب بلد يحترم باقي البلدان ولا يسمح بالاعتداء على رموزها. رغم أن المعارضة المغربية كانت في قوتها وتمتلك تحريك الشارع، رفض المرحوم الحسن الثاني منحها حقيبة الخارجية لأنها أهانت دولا صديقة للمغرب مثل أمريكا وفرنسا نفسها من خلال احراق علميهما في تظاهرات عامة. فلكل دولة رموز ولهذه الرموز دلالات ترسم مسارها السياسي والاجتماعي والثقافي. وفرنسا تعرف ذلك أكثر من العديد من الدول وهي التي ما زالت محافظة على رموزها التاريخية ولا تتجاوزها، وحفل تنصيب الرئيس الجديد مغرق في التقليدانية حتى تظن أن فرنسا ليست بلدا علمانيا، كما لا تسمح بأي مساس بقيمها وتقاليدها. وهناك مشترك بين الأمم يتعلق بالعلم والجواز. فلا أحد في الدنيا يسمح باحتقار علم بلاده، مهما كانت الظروف ومهما كان موقعه. والجواز قيمة. فهو الوثيقة الوحيدة التي تسمح لأي مواطن بالتجول خارج بلده. فهو يتضمن جنسيته أي يرمز إلى بلده. زكريا المومني نصاب صغير ولا يعرف قيمة البلد والوطن. فهناك قامات كبيرة اختلفت مع النظام المغربي لكنها رفضت التخلي عن الجنسية المغربية. فهذا أبراهام السرفاتي، المناضل الشيوعي وزعيم تنظيم يدعو إلى تغيير بنيات النظام في المغرب، لكنه خرج من السجن وذهب إلى المنفى ورفض التخلي عن جنسيته المغربية وتشبث بها حتى عاد مع تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم، وقدم خدمات لبلده ومات فوق تراب الوطن. ألم يكن بإمكان السرفاتي أن يحصل على جنسيات أخرى وعلى رأسها الجنسية الفرنسية لأن زوجته تنتمي لهذا البلد ولديه أصدقاء كثيرون هناك؟ وهناك مناضلون آخرون من قبيل الفقيه البصري، الذي لو أراد الجنسية العراقية أو الليبية لحصل عليها. لكنه ظل على خلاف مع النظام وحمل السلاح ضده، في ظروف مختلفة، لكن حافظ على جنسيته التي لا تباع ولا تشترى. وما قيل عن البصري يقال عن عبد الرحمن اليوسفي وعن مومن الديوري الذي عاد للمغرب ليموت بين ثراه. إذا كان المومني صغيرا فعلى الدولة الفرنسية أن تتعالى وتتخذ اللازم قانونا في مثل هاته الحالات التي يتم فيها الاعتداء على رموز سيادة بلد آخر وخصوصا إذا كان بلدا صديقا.