1 - كمواطن مغربي يؤمن بحرية الرأي و الاختيارات الشخصية الدينية و السياسية و الأيديولوجية ، و بحق الكل في انتهاج السبيل التي يراها مناسبة لنظرته إلى الحياة و الإنسان و المجتمع ، ما دام لا يمس حقا من حقوق الإنسان و الأعراف و المواثيق الكونية ، و القيم الدينية و البشرية السامية .. ألفيت نفسي عاجزا عن إخفاء استغرابي الشديد و دهشتي غير المحدودة ، و أنا أشاهد " شريطا مصورا " ، يعلن فيه السيد محمد بسام العقيل عن " توبته " .. عن ماذا ؟ عن " فكر " الالتراس ، أي ظاهرة الفصائل الرياضية التي انتشرت مؤخرا في الملاعب الكروية العالمية و الوطنية ، للسهر على السير العام للمساندة و التشجيع و التوجيه في الملتقيات الرياضية !
2 - و معلوم أن المعني بالأمر كان من المؤسسين الأوائل لألترا هيركوليس ،الفصيل الأساسي الذي يتشرف بتمثيل جمهور مدينة طنجة لكرة القدم ، هذا الجمهور الذي أعاد الاعتبار للكرة المغربية بتشجيعاته الاستثنائية ، و عروضه غير المسبوقة في الملاعب الرياضية العربية و العالمية ، و لا أدل على ذلك الرتبة الأولى التي حصل عليها " تيفو " الاتحاد إثر مقابلة كلاسيكو المغرب الأول ( طنجة - تطوان ) . كما أن فصيل ألترا هيركوليس ساهم إلى درجة كبيرة في تأطير الجمهور الطنجوي العريض و توعيته و تحسيسه بأهمية اللقاءات الرياضية ، التي تسعى في النهاية إلى زرع قيم المحبة و التآخي و التقارب الإيجابي بين أبناء المدن المغربية ، و الرفع من مستوى الأداء الفني و الفرجوي داخل رقعة الملاعب و في المدرجات الرياضية .
3 - و هكذا و إذا كان للسيد العقيل كل الحق في تغيير " منهج " حياته و نموذج عيشه ، فلا يحسن به أن " يجتهد " فيما لا علم له به ، ليقرر في الأخير أن الفصائل الرياضية تحيد عن نهج الدين ، و لا تتطابق مع حقيقة الإسلام ، فالأخ العقيل مواطن مغربي يفتقر مثل عدد كبير من المواطنين المغاربة و العرب ، إلى المؤهلات العلمية و الفنية و الفكرية .. و مجرد مشاهدة هذا " الشريط " المصور قد تجعل المتتبع الموضوعي يخرج بخلاصة بالغة الوضوح ، و هي أن السيد العقيل في حاجة ماسة إلى عقل منفتح و مدرك للمعطيات الدينية و الثقافية و السياسية الوطنية و الدولية ، و الحال أن العقيل الذي لا نكن له أي عداء ، قرأ علينا " توبته " على شكل نص مكتوب بلغة ركيكة و أخطاء نحوية و لغوية و ضحالة غير مقبولة في حمولة مضمون " توبته " التي لا لزوم لها ، مما عكس مستواه " الثقافي " البسيط جدا .
4 - و الواقع كان من الأولى على الأخ " العقيل " أن يتعقل ، و يتفرغ لاستدراك ما فاته من تحصيل مدرسي ، وتنمية قدراته المعرفية و الدينية ، و الرسول الكريم يقول في حديث شريف " المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف " ، و إذا أراد العقيل أو غيره التخلي عن " الاهتمامات " الرياضية لسبب من الأسباب ، فليفعل بصمت بعيدا عن الضجيج ، أما الرياضة فستظل أرقى التعابير الفنية الإنسانية الداعمة لقيم الخير و السلام و الاستقرار ، و المتناغمة يقينا مع الدين الإسلامي العظيم .