عليك الرحمة و السلام يا إبراهام السرفاتي..
حضرت بقوة في الذهن و أنا أرى من يمزق جواز السفر المغربي على المباشر ..
بعد 17 سنة من السجن من اجل كرامة المغاربة فشلوا في نزع تمغربيت التي تحمل في جيناتك الوراثية..
قالوا عنك انك برازيلي؟؟ و حاولوا نفيك بعيدا عن بلدك..و لم تمزق بطاقة هويتك..
كان هاجس إدريس البصري هو إلصاق تهمة انك غير مغربي؟
عجبي من التهمة التي تفتقت عبقرية عبقري عليها فنزلت عليه من السماء كما نزلت تفاحة نيوتن و قال وجدتها وجدتها..
هاهو المناضل المغربي اليهودي الماركسي معارض الحكم أصبح برازيليا بعد 17 سنة من الاعتقال ..
المومني الذي مزق جواز السفر على التلفزيون ربما لم يعش مرحلة اليسار الجديد في مطلع السبعينات ولم يعرف السرفاتي و عبد الفتاح الفاكهاني و إدريس بنزكري وعزيز لوديي وسعيدة المنبهي وعبد اللطيف زروال الذي مات تحت التعذيب و عبد السلام الموذن وعبد الواحد بلكبير وغيرهم وغيرهم تطول القائمة.
الذي مزق الباسبور لم يعش هذه المرحلة التي حكمها الرصاص و بوخنيشة الذي يزور المعارضين في قلب الليل ومعتقلات سرية على خريطة الوطن..
وجدتها ساهلة ماهلة يا أخي.. مزق كما تشاء و إضرط كما يحلو لك ..
ربما لم يكن في علمك أن مغربيا يساريا مناضلا كبيرا أخر إسمه شمعون ليفي قد توبع بنفس التهمة..تهمة أنه ليس مغربيا..و حاولوا أبعاده إلى فرنسا أو إلى بلد آخر ليتخلصوا من مثقف شيوعي يهودي مخلص للهوية المغربية حالم بالثورة.
و كما فعل السرفاتي فعل قبله شمعون ليفي ورفض أن يحمل هوية أخرى غير هوية المغرب الذي عاش فيه أسلافه قرونا طويلة قبل أن يحط مولاي إدريس قدمه في طنجة ثم زرهون..
من أين وصلتنا هذه الجرثومة التي تسكن بعض العقول الصغيرة و يتحول المغربي إلى فرنسي أكثر من الفرنسيين ومصري أكثر من المصريين أو خليجي أكثر من الخليجيين أو سعودي وهابي أكثر من السعوديين أو فلسطيني أكثر من الفلسطينيين؟
ثم لماذا نهرول في أول محنة نعيشها مع مافيات البلد إلى نكران الهوية و الشخصية المغربية..
أعرف كثيرا من أبناء جيل اليسار الجديد الذين قضوا زهرة شبابهن في المعتقلات يعيشون اليوم بدون ضجيج ولا جعجعة بعيدا عن الأضواء والمسرحيات وتمزيق وثائق الهوية التي هي هوية بلد قبل أن تكون هوية نظام سياسي أو حكومة أو حزب..
يا من يمزق بسبوره كانه يشتم فينا جميعا عد قليلا إلى الماضي والتاريخ و ستتعلم وستكبر وتنضج..
عمر أوشن كود