الناس لا يكذبون إلا على الموتى لأنهم لا يملكون حولا ولا قوة لإثبات الكذب عليهم، أما الأحياء فلا يستوي ذلك في حقهم خصوصا إن كانت وسائل إثباتهم قريبة المنال.
سبب هذه الإشارة، هو ما صرح به التوارخي المضرب عن الطعام أول أمس الأربعاء لإحدى القنوات التلفزية الفرنسية المعروف خطها التحريري اتجاه المغرب، من أن موقع أكورا هدده بالقتل في مقال نشره الموقع يوم 31 مارس 2015، و أن نفس المقال نقل أن تنظيم "داعش" يريد اغتياله.
المقال الذي يشير إليه التوارخي هو المعنون " عندما يُزَوِّرُ التوارخي الحقيقة بحثا عن صكوك الغفران للفاسدين" الذي كان الموقع سرد فيه حالتين لشخصين متابعين قضائيا من أجل الزنا و الخيانة الزوجية، و أثار فيه سر دفاع التوارخي عليهما، و كان المقال أردف: " التوارخي عندما يدافع عن عزيزه الصحفي المزيف فإنما يدافع عن نفسه لأن الجميع في الرباط والبيضاء يعرف علاقته بالروسية صوفي ذات الخباء المعمد المكتنزة الجنبات، فليحمد الله أن داعش بعيدة عن المغرب حتى لا تطاله رصاصة من رصاصات صبية البغدادي الذين لم يعد يستهويهم الرجم و فضلوا عليه الرصاص للقصاص من الزاني و الزانية، و ليحمد الله أن عزيزه يُحَاكَمُ بالقانون الجنائي و له الحق في المحامي".
إن للقارئ أن يتمعن جيدا مرة و مرة و مرات في هذا الكلام حتى يتبين وجه التهديد فيه و يستخرج منه كذلك ما يفترض أن المقال نقله من أن داعش تريد اغتيال التوارخي. إنه الكذب و البهتان "عيني عينك".
هيئة تحرير موقع أكورا ليست هيئة عسكرية، فهي لا تملك لا دبابات و لا أسلحة، بل هي مكونة من صحافيين يكتبون بأقلام لا تنكسر و لن تنكسر اليوم أمام الزيف.
التوارخي اختار، منذ أن طفحت على السطح قضية الإختلالات المالية التي راكمها مركز ابن رشد الذي يديره، أن يسلك منحى التضليل و طمس عيون الرأي العام الوطني و الدولي بتصريحات واهية و مضللة عوض الإجابة المباشرة على الأسئلة المطروحة حول سوء تسييره للمركز المذكور و حول الإختلالات المالية التي راكمها و التي صدر في شأنها بلاغ لوزارة الداخلية.
فبدلا من أن يجيب و يقنع المحققين في قضيته، اختار الرد بالصمت و اللجوء بعد ذلك للتصريحات المضللة، فمرة يشكو من أنه متابع من أجل مواقفه، و مرة يتحجج بأن حقه في السفر مصادر و لا يجرؤ على إظهار تفاصيل متابعته و الأسئلة التي رفض الإجابة عنها أمام المحققين في شأن الإختلالات المالية لمركزه.
و أكورا عندما تحدثت على مواقف التوارخي فإنها قالت إنه يجب عليه التعامل مع هذه المسألة بالشجاعة الكافية و الإدلاء بالأوراق المحاسباتية اللازمة حول مركز ابن رشد الذي قرر إقفاله، ثم أن يدلي بالإجابات الشافية حول قضية الإختلالات، لكن شيئا من ذلك لم يُقْبِل عليه الرجل، بل ظل يهرب إلى الأمام بالباطل و التضليل، و مازال يقول مايريد و يخوض معركة المواقف في بلد أصبحت فيه حرية القول مكفولة.
المعركة اليوم ليست معركة مواقف. إن المطروح اليوم هو قضية تسيير و اختلالات مالية، و تتحدث بعض المصادر عن مئات الملايين من الدراهم الآتية من الخارج و التي سقطت بقدرة قادر و بفعل عملية ملتوية في الحساب الشخصي لرئيس مركز ابن رشد قبل أن تنهي محطتها الأخيرة في جيوب و حسابات أهله و ذويه.
إنه السؤال الحقيقي الذي لم يجب عنه رئيس مركز ابن رشد. و ليطمئن، فكلام أكورا ليس إلا نقاشا لمواقف كانت و ستبقى حبيسة الشبكة العنكبوتية، و لم تكن يوما لا رصاصا حيا و لا رصاصا إلكترونيا حتى تفيد الذي يدَّعيه رئيس مركز ابن رشد المعني بالإختلالات المالية.
بقلم حمو واليزيد