|
|
|
|
|
أضيف في 17 أكتوبر 2015 الساعة 34 : 08
ما يجعلني أتردد في التضامن مع المعطي منجب، والتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها، وإغلاق الحدود في وجهه، هو أنه يدافع عن نفسه بالإنجليزي.
وأنا لا أفهم هذه اللغة، ولا أفهم كيف يرأس نعوم تشومسكي لجنة دولية للتضامن معه، وكيف تأكد هذا المفكر الكبير من أن المعطي منجب اختلس أم لم يختلس المال، ونحن الذين نعيش في المغرب، لم نتوصل بعد إلى الخبر اليقين.
ومن جهة أخرى، فقد اشتقت إلى أن أكون قلما مأجورا ومسخرا، ومنذ مدة لم ألعب هذا الدور، وأشعر أني في حاجة ملحة إلى ذلك، كلما ظهر لي اسم الأنثروبولوجي المغربي المشهور، وأمريكا، والمعاهد الأمريكية إياها، والأسماء إياها، فأجدني مستعدا لأن أكون في خدمة النظام المخزني القمعي، وضد المناضلين والحريات وحقوق الإنسان.
ولن أكف عن لعب هذا الدور القذر كلما خرجت تلك الشلة، وأخرج واحد من أفرادها رأسه، وانتشرت حملات التضامن، والعرائض، والتوقيعات، وهيومان رايتس ووتش، وأبو الحروف، والمنبوذ، والملتحقون الجدد، والصحفيون المنفيون، وعبيد قطر، والذين يدافعون عن الحريات الممولة.
وقد عبرت في وقت سابق عن رأيي في “فريدوم ناو” التي يترأسها المعطي منجب، وفي الأسماء التي أسستها، وفي تلك الرائحة، وفي الاسم الإنجليزي ذي اللكنة الأمريكية، والتي ليس “المخزن” مغفلا حتى لا ينتبه إليها، ولا يشك في أصحابها، وتمويلاتهم، وحساباتهم وولاءاتهم، مع استثناء شخصيات تعتبر كل من يعارض النظام نزيها وبريئا ونقيا وبطلا ومناضلا، والتي يبدو أنها لم تستفد بعد من الدرس، ومازالت مستعدة لتزيين عمل الشلة ومنحها المصداقية.
وما يجعلني أتردد أكثر في التضامن مع المعطي منجب، تأكدي من أنه مناضل خارق، ظل ادريس البصري يلاحقه في كل بلاد الدنيا، ولم يتمكن من النيل منه ولا القبض عليه، وها هو بعد مرور عقود، مهدد من جديد في حياته، وقد يموت في فيديوهات بموسيقى تصويرية حزينة، ثم سيقوم بعد ذلك ليعارض النظام ويكشفه ويفضحه.
ناهيك عن كونه يغيظني باعتباري صحفيا، فبسببه وسبب مركزه صار مناضلو 20 فبراير يزاحموننا في هذه المهنة، ويتبجحون علينا بالجوائز التي حصلوا عليها ويعلموننا أصول المهنة وأصول الكتابة، بينما نحن لم نحصل على أي شيء ولم ننل أي اعتراف أو أي منحة أو دعم، رغم أننا نزاول هذه المهنة منذ سنوات، ولم يفرضنا أحد عليها، وكل ما حصلنا عليها هو الشتائم والتخوين وتهم العمالة.
وحتى لو تغاضيت عن كل هذا، وحاولت أن أتضامن مع المعطي منجب، فإن ما يصرح به يمنعني من ذلك، ويجعلني أضحك رغما عني، وأفقد إنسانيتي في واجب التضامن مع مناضل يتعرض لمضايقات وحملة مغرضة، كما هو الحال عندما يقول إن ما يتعرض له هو بسبب سعيه إلى التقريب بين الإسلاميين والعلمانيين، وأن المخزن ينتقم منه كي يكف عن لعب مثل هذا الدور، وكما هو الحال حينما يربط أي منع لوقفة في المغرب بالوضع في الشرق الأوسط والسعودية والإمارات وقطر والربيع العربي وفرنسا وما لا يخطر على بال، لأن داعميه يكلفونه بذلك، ويعتبروننا دولة في الشرق الأوسط، وأن كل شيء مرتبط بكل شيء، وأن ما يحدث في صنعاء له تأثير على ما يحدث في الساحة المقابلة لمقهى باليما والبرلمان، فينجز التقارير وفق هذا التصور، ويناضل في الرباط وفق ما تطلبه مراكز البحث والمنظمات، على اعتبار الرباط مثلها تماما مثل طرابلس، وما يحدث فيها هو ما يحدث في القاهرة ودمشق وتونس والرياض والمنامة ومسقط، لأننا جميعا في سلة واحدة لا فرق، حسب النضال الأمريكي في المغرب والمشتغلين معه، الذي ينظر إلينا من فوق، ونظهر له مثل نقطة في هذا العالم الكبير.
وأحاول جاهدا أن أتخلص من ميولاتي كقلم مسخر ومأجور، لكني أفشل في ذلك، ولا أستطيع التضامن، لأني لا أفهم أن تكون مهنتك مناضلا، ولا أفهم النضال الممول، ولا أفهم كيف عرف تشومسكي بالقضية واستوعبها وفك خيوطها وتأكد من عدالتها.
وكما يحدث دائما في قصص” الشلة” ونضالاتها وبطولاتها وتحركاتها، فإني أتوقع افتتاحية في واحدة من كبريات الجرائد الأمريكية عن المؤرخ والباحث والمحلل السياسي والحقوقي والمناضل المعطي منجب، وأتوقع بلاغا لجماعة العدل والإحسان، وأتوقع خروج نفس الرؤوس من جحورها، وأتوقع فضحا للمغرب وللعذاب والقمع الذي نتعرض له هنا، في هذا البلد، في موروكو، الذي توجد به مدينة كازابلانكا، والذي يوجد في شمال إفريقيا، ويعتبر دولة عربية، في الشرق الأوسط، وتقوده اليوم حكومة إسلامية.
ورغم أني لا أتضامن مع المعطي منجب، وحتى لا يغضب المناضلون والمتضامنون معه من مقال مدفوع الأجر، ومن قلم مسخر، فإني أنصحهم بأن يستمروا في نضالهم وتضحياتهم، ويجمعوا التوقيعات ويكتبوا البيانات ويصوروا الفيديوهات ويقودوا الحملات، ولا يعيروا اهتماما لأبواق النظام، فأنا مجرد فرد واحد، ولن أؤثر على إجماع النضال وعدالة القضية، ومهما حاولت لن أتمكن من تشويه سمعة البطل، ومهما تطاولت على الشرفاء، سيظلون أبطالا، ومناهضين للتسلط وللقمع، ويساريين يأتمرون بأوامر قيادتهم في أمريكا، ونشطاء حقوقيين في إطار النشاط الحقوقي والنضال المخوصص والمؤدى عنه.
وأظن أن لجنة يرأسها نعوم تشومسكي والحقوقيون في واشنطن والدول السكندنافية وسويسرا كفيلة بالرد على كل من يشك في بطولة المعطي منجب، وستزيد من خوف النظام منه، ومن سعيه إلى التقريب بين العدل والإحسان واليسار، كما حدث أيام الحراك المغربي.
فريدوم فريدوم...للمعطي منجب.....ناو ناو. بالإنجليزي العالم كله يرددها بقيادة تشومسكي، والذي مع تقدمه في السن صار يخرف ويؤكد بمنهجه العلمي أن شرارة الربيع العربي انطلقت من مخيم اكديم إزيك بالعيون.
وصار مطلعا على الوضع في المغرب، وعلى بطولة المعطي منجب وهو نائم في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
لكنه لا يعلم أن النضال في المغرب كان بالمجان ودون مقابل، ودون صور، قبل أن يتأمرك
ويلتحق بالشاو وبالرأسمالية الأمريكية، التي قضى تشومسكي عمره وهو ينتقدها
وها هو يقدم لها الخدمة وهو في أرذل العمر. فريدوم فريدوم
ناو ناو
ونحذر النظام من أنه لو استمر في التضييق على المعطي منجب
واستمر في منعه من مغادرة المغرب والسفر إلى الخارج
فإن الشرق الأوسط سينقلب عاليه على سافله
وسيندمج النهج في العدل والإحسان
وما كان يخاف منه
وما دفعه إلى محاربة المعطي منجب
سيقع
والأفضل هو التفاوض معه
والعثور على حل
حتى لا تقع الكارثة
فالمعطي منجب خارق
وقد لاحقه ادريس البصري ولم يهزمه
ولم يكن يؤمن بفكرة الإضراب عن الطعام
وها هو الآن يخوضه
بعد أن تطاول عليه المخزن
ولم يقدر أبحاثه
وعلمه
ونضاله
وشكك في ذمته المالية.
أما إذا لم يرعو النظام القمعي
ولم يتوقف أذنابه
ولم تكف أقلامه المسخرة
فإن المارينز سيتدخلون
فالشلة يدها طويلة
ولها علاقات حتى في البنتاغون......
حميد زيد كود
|
|
2731 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|