... بيني وبينكم
هناك في هذه البلاد، مجموعة كائنات غريبة، تعتقد أن النضال ومواجهة المخزن ومعارضة السلطة (وداكشي) لم يبدأ إلا خلال سنوات قليلة..... أنه لم يبدأ إلا معهم وبهم.
... يعتقدون، أن صفحات تاريخ المغرب في النضال من أجل الكرامة والعدالة ومغرب ممكن للجميع، لا يمكن أن تُقرأ إلا إن كانت أسماؤهم أول الحكي فيها، وأول الحروف.
هم في النهاية، مجموعة كائنات تمتلك كثيرا من ملامح مشتركة.
بعضهم... قضى كل حياته، يعقد الصفقات مع الدولة أو السلطة أو المخزن أو ما شئتم.
قضى حياته يجمع الأموال ويراكم الثروات... قبل أن نجده في مظاهرات 20 فبراير، يطالب بإسقاط الفساد.... بعضهم، ظل على مدار السنين، يدير أعماله بكامل الصمت... بكامل التهرب الضريبي....
بكامل الاستغلال "القانوني" للعمال الذين لم يستحقوا معه قط حياة غير حياة "السميـﮔ".
لنكتشف في النهاية، أن له وجهة نظر في نظام الحكم، وفي الديموقراطية والمؤسسات، وفي توزيع الثروات.
بعضهم... ﮔــردعوه من منصب كان له ضمن بنية النظام.
حيدو ليه الصالير والمنصب والامتيازات... فاكتشف أن المغرب دولة لا عدل فيها.
بعضهم... كان ضمن الدائرة الصغيرة لصنع القرار، أو هكذا شُبه له.
خرج من الدائرة... فاكتشف أن البلد مجموعة دوائر، وأن الفساد فيها "داير"
هم مجموعة بروفيلات تتشابه في ملامح كثيرة باردة....بروفيلات، اكتشفت النضال والديموقراطية والمؤسسات والعدالة... حين أخذوا منها طابق الكعكة التي كانوا جميعا يقتسمون.
في النهاية... جاءنا بروفيل آخر ليزايد على كل هؤلاء، ولينقل سرعة الوقاحة إلى الدرجة الصفر من الحياء والخجل.
رجل مارس الرياضة ذات يوم، وربح منها ما ربح... وقرر حينها أن يستفيد من الريع.
أراد ببساطة، أن يحصل على امتيازات كعدد من أكلة الريع في هذه البلاد.
بعدها... قال إنه تعرض للتعذيب، وتحول إلى نجم "معارضة" كعدد ممن أصبحوا يتقنون هذه اللعبة، وفي النهاية... قرر أن يمزق جواز السفر المغربي من داخل قناة فرنسية.
أن تمزق جواز سفرك... لا يعني أنك مناضل. ولا يعني أنك معارض...يعني فقط، انك وقح...
أنك تمزق بعضا من عنوان وطن.
أنك منذ الآن... أصبحت مدعوا للبحث عن وطن.
الذين قاتلوا من أجل هذه البلاد... سُحبت منهم جنسيتهم، ووثائقهم، وحريتهم... وظلوا على امتداد القهر، مغاربة .
... بعض "مناضلي" هذا الزمن المقرف، مختلفون...
هم في النهاية، "مناضلون... من ذوي الاحتجاجات الخاصة"
"مناضلون"... اكتشفوا كل دواعي الاحتجاج، حين لم ينلهم من الريع جانب.
اكتشفوا أن العدالة مطلب وطن... حين رُفض مطلبهم في أكل بعض الوطن.
... تستطيعون اليوم، أن...
تحرقوا جوازات السفر، وأوراق الهوية، وأن تمزقوا كل ما يربطكم بالبلد.
فقط رجاء
"ما تبقاوش تحرقو لينا أعصابنا".
اخجلوا قليلا فقط.
اخجلوا... واتركونا نستمتع أحيانا بصمتكم.