عزيز الدادسي.
من شاهد زكريا المومني وهو يمزق جواز سفره المغربي على الهواء مباشرة، عند استضافته في بلاطو قناة برنامج 64 دقيقة على قناة تي في 5 مونديال، يعتقد أن الأمر يتعلق بالثائر الأممي تشي غيفارا، الذي أزعجه أسلوب كاسترو ومزق أوراق الهوية من أجل الثورة الدائمة في أمريكا اللاتينية، غير أن الأمر هنا يتعلق ببوكسور سابق (في صنف الرهان) ابتز الدولة المغربية ولما لم تخضع لرغباته شرع في مهاجمتها.
الذي يجهله كثيرون أن زكريا المومني ليس ملاكما ضمن المعايير الدولية، ولكن فاز بمسابقات تدخل في صنف الرهان، أي ملاكمة الأقفاص، التي يربح فيها المنتصر ملايين الدولارات هو ومن يقف خلفه، ولم يحز المومني على أي لقب دولي ضمن المسابقات الرسمية.
فوز المومني بسبق "القمارة" لم يؤهله للاستفادة من المرسوم الوزاري القاضي بمنح الأبطال المغاربة وظيفة مستشار تقني بوزارة الشسباب والرياضة أو الجامعة الملكية للرياضات التي تدخل في سياق المصارعة، وبالتالي لا يجد المومني مستندا قانونيا يرتكز عليه ليستفيد مثل غيره.
ورغم ذلك فالمغرب بلد كريم مع أبنائه فقد تم منح المومني رخصتي نقل، وما زالت مسجلة في اسمه واسم شخص من عائلته. اليوم بعد تخليه عن جواز السفر المغربي مطلوب منه أن يتخلى عن الرخصتين، اللتين هما مغربيتين أو تقوم مصالح وزارة الداخلية بنزعهما منه. فهل يتم منح رخصة نقل لشخص فرنسي متنكر لوطنه المغرب؟
حسنا فعل زكريا المومني عندما مزق جواز سفره المغربي محتفظا بالفرنسي. طبعا هي جريمة يعاقب عليها القانون. غير أن الجواز يمثل السيادة المغربية، التي ناضل من أجلها الكثيرون الذين لم يطلبوا جزاء ولا شكورا من الوطن، وبالتالي فهو لا يليق بخائن مثل زكريا المومني، الذي اتضح أنه يتعامل مع المخابرات الجزائرية ويخدم أهدافها ويتعامل مع البوليساريو ويعتبر خادما مطيعا لصاحب ثورة الكمون.