لا عجب أن ينحاز الجندي المطرود مصطفى أديب للسويد، أو للأحزاب التي قدمت مشروعا للاعتراف بجبهة البوليساريو، وبالتالي هو يعبر اليوم عما كان يختلج في دواخله، أي أخرج ما كان سرا ألا وهو عمالته للجزائر وجبهة الانفصاليين، والتعاون مع كل أعداء المغرب مقابل مبالغ مالية تكفيه لارتياد الأماكن الليلية، حيث يتذكر رواد المواقع الاجتماعية الشريط الذي تم توزيعه على نطاق واسع، إذ كان أديب رفقة مجموعة من الأشخاص لعبت الخمرة برؤوسهم وكان هو يلعب دور الراقصة بعد أن وضع منديلا على مؤخرته. أديب مطرود من الخدمة العسكرية بعد التقارير التي أنجزها رؤساؤه حول أدائه ومن ضمن ما تم تسجيله ضده هو عدم احترام القواعد العسكرية بالإضافة إلى أمور تتعلق بما هو أخلاقي. ولما غادر السجن وغادر المغرب قدم نفسه كمعارض سياسي ليجد المخابرات الجزائرية في انتظاره، وفعلا تم توظيفه على أحسن ما يرام، فالرجل موجود ليقدم أية خدمة تسيء إلى المغرب، ويأخذ من هنا وهناك. اليوم يتحدث عن استغلال المغرب لأطفال في مواجهة السويد، وهي كذبة لا أساس لها من الصحة حيث لا يوجد أطفال مغاربة هاربون إذ المغرب اليوم هو بلد لاستقرار اللاجئين وليس العكس. التدوينة التي وضعها في صفحته على الفايسبوك أوضحت بجلاء أن الرجل عميل للبوليساريو والجزائر، وأنه خائن للوطن. لنفترض أن أديب معارض حقيقي وله رؤية مخالفة للنظام ومن أجل ذلك غادر المغرب، ألا يفرض عليه أن يكون وطنيا لما يتعلق الأمر بوحدة التراب الوطني؟ لكن من رضع حليب الخيانة لا بد أن يبيع بلده. أما التدوينة الثانية، التي أراد من خلالها أن يظهر أنه على علم بتاريخ السويد فهي مضحكة، فأي شخص يدخل لمحرك البحث ويكتب كلمة السويد يتمكن من الاطلاع على جميع المعلومات حول هذا البلد. لكن البلادة جعلت هذا الخائن يقارن بين بلدين مختلفين حيث لا يمكن أن نجعل من واحد منهما معيارا لقياس مدى ديمقراطية الآخر. المغرب اختار ديمقراطيته الخاصة به التي تنسجم مع تاريخه وتراثه ومع تطلعات مجتمعه. المغرب اختار نمطا في الحكم مختلفا عن البلدان الأخرى وفيه مزاوجة بين الأصالة والمعاصرة، بينما عجزت العديد من البلدان عن إيجاد مخرج لها بما في ذلك البلدان الأوروبية. غير أن أديب الذي ينحاز لصف الخيانة لا يريد أن يعترف بما حققه بلده الذي لفظه كما تلفظ القاذورات.
النهار المغربية.