اركانة بريس متابعة.
في الوقت الذي صادقت فيه المؤسسة التشريعية قانونا جديدا للأحزاب السياسية، وفي الوقت الذي يرفع فيه نواب حزب المصباح أصواتهم مطالبين وزارة الداخلية بمنع الترحال القبلي، والفساد الانتخابي، والتصدي لشراء الذمم، تطلع علينا الصحف الوطنية بخبر ترشيح سمير عبد المولى عمدة طنجة السابق في مدينة سيدي قاسم .
خبر يحمل بين طياته الكثير من الأسئلة ويجعل المتتبعين للشأن السياسي يقفون على أن ما يقوله نواب العدالة والتنمية، وما يطالبون به، لا يخرج عن مزايدات سياساوية، و حق يراد به باطل .
لقد سمعنا القسطلاني وبوانو والداودي يطالبون وزير الداخلية بالتدخل لمواجهة الترحال الذي يجري الآن، وقرأنا في افتتاحيات "التجديد" أن تخليق الحياة السياسية، والعمل الحزبي ركيزتان أساسيتان لمحاربة الفساد الانتخابي، وزجر سماسرة الانتخابات .
هذه الوصايا والمواعظ لا نجد لها اثر في ترشيح العمدة السابق لطنجة، بل نتساءل كيف تم ترشيح هذا الشخص الذي اكتشف حزب المصباح فجأة أن أصوله من سيدي قاسم، وهو الشخص الذي لم يسبق له أن تجول بسياراته الفارهة في طرق عمالة لفها النسيان منذ عشرات السنين .
سؤال آخر يقفز إلى الواجهة، هو كيف اقنع حزب المصباح مناضليه بالتصويت لابن صاحب شركة السفن، وكيف أصبح وكيلا للائحة المصباح متقدما على الكاتب الإقليمي للحزب، أسئلة لن نجد لها الجواب إلا عنذ الأمانة العامة التي كرر أحد قياديها في أكثر من مناسبة أنها لا تتدخل في اختيار وتزكية المرشحين للانتخابات المقبلة .
نقف على هذه الممارسات من حزب لم يتردد زعمائه في التنديد بالمفسدين، وسماسرة الانتخابات، وأصحاب الشكاير ...إنه لموقف صعب وضع فيه الزعيم عبد الإله بنكيران نفسه، و سيكون عليه وعلى حوارييه البحث عن جواب صريح ومقنع لما أقدموا عليه، خاصة وأن الكل يتذكر ما قالوه في "الفتى" أيام عموديته لمدينة طنجة أيام صراعهم مع مستشاري البام داخل مجلس مدينة البوغاز.
إنها إشارات متناقضة تماما مع الإشارات التي كان رئيس فريق المصباح في مجلس النواب الأستاذ الداودي يطالب بها وزير الداخلية للبرهان على أن الأمور تغيرت بعد الدستور الجديد , لقد قال السي لحسن الداودي بالحرف "نريد إشارات نقنع بها الشارع، نقنع المواطن العازف عن السياسة بأن هناك إرادة سياسية للقطع مع ممارسات الترحال والفساد الانتخابي"
أقول لك السي لحسن لقد أخطأت وحزبك الموعد لأن إسقاط أشخاص بالمظلات على رأس قوائم الحزب لخير دليل على أن العدالة والتنمية يقول ما لا يفعل، وأنه حزب يسعى للمقاعد التي لن تكلفه أي درهم من الدعم الذي سيتلقاه من الدولة، لان العمدة السابق لطنجة له شكارة تكفي لتمويل حملات المصباح في سيدي قاسم وما جاورها .