إزاء الوضعية الخطيرة التي جعلت البلاد على حافة الإفلاس، لم يجد النظام الحاكم في الجزائر سوى توجيه نداء استغاثة على أمل إيجاد من يسمع إليه بشأن مساعدته على وقف النزيف الذي يعاني منه اقتصاده جراء فقدانه الكثير من المداخيل التي كان يدرها عليه البترول بملايير الدولارات التي ما زال الشعب الجزائري يتساءل عن الأسباب الحقيقية التي جعلت حكامه يخصصون قدرا كبيرا منها لخدمة أهداف ومصالح أخرى غير أهدافه ومصالحه. في هذا الإطار، وعلى هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تقدمت الجزائر، مُمَثَّلَة في وزيرها في الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، بتوسلات حارة إلى نظيره الإيراني جواد زاريف، من أجل أن يعمل بلده لفائدة حصول استقرار في أسعار النفط، خاصة أن النظام الجزائري أصبح يخشى، أكثر من أي وقت مضى، تزايد النقمة الشعبية التي قد تتحول في أية لحظة إلى انتفاضة واسعة تعصف به في حالة ما إذا استمرت الأسعار النفطية في التدهور. وحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا"، فإن الوزير زاريف التقى نظيره الجزائري الذي قدم له توسلا حارا حول العمل بسرعة لوقف الاندحار السريع لأسعار البترول الشيء الذي سيغرق الجزائر في أزمة خطيرة، علما أن اقتصاد هذه الأخيرة يتلخص كله في مورد واحد ووحيد يتمثل في المدخول النفطي. ومن المعلوم أن الجزائر، الغارقة في أزمة حادة منذ الانخفاض السريع للأسعار النفطية، فقدت أكثر من نصف مداخيلها، كما أن احتياطاتها المتراكمة منذ سنوات تهوي وتنفد بسرعة، الشيء الذي أرغمها على تجميد أو إلغاء جميع المشاريع التي لها علاقة بالبنيات التحتية، لكن النظام الجزائري لا يستطيع وقف المشاريع المتعلقة بنفقات التسلح المفرطة. لكن إيران تجد نفسها في موقف لا يحسد عليه، خاصة أن علاقاتها بالدول الغربية ما زالت متوترة بالرغم من الاتفاق حول المسألة النووية التي ما زال أمر تنزيلها على أرض الواقع لم يتم بعد، مما يجعل أي دور لإيران حول موضوع طلب وقف انهيار أسعار النفط غير وارد على الأقل في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي يقول به المراقبون الدوليون، الشيء الذي يجعل النظام الجزائري يعيش على الحذر والتخوف من اندلاع انتفاضة شعبية ضده.