أصبحت ظاهرة إضرام النار في الجسد تسترعي الانتباه في الآونة الأخيرة خصوصا داخل صفوف المعطلين الذين اكتشفوا أن هذه الطريقة المحرمة شرعا يمكنها ان تضغط على الحكومة من أجل منصب شغل.
إلا أن من غرائب الأمور وعجائبها في المغرب قيام العديد من الأشخاص بتقليد البوعزيزي في إحراق ذواتهم، ويستوي في ذلك المعطلون ذووا الشواهد العليا والباعة المتجولون وذووا السوابق الإجرامية والذين يعانون من أمراض عقلية ونفسية...
إن إعادة تجربة البوعزيزي لا يمكن أن تفضي إلى نفس النتائج لأن الظروف تختلف من بلد لآخر وهي مرهونة بالشرط الإنساني والاجتماعي وليست مرتبطة بقاعدة علمية تعطي نفس النتائج إذا ما توفرت نفس الأسباب.
مناسبة هذه المقدمة، هو ما حدث بمدينة آسفي حيث استطاع مجموعة من المعطلين اقتحام مقر الوكالة الوطنية لتأهيل الكفاءات وإنعاش الشغل بالمدينة وذلك حوالي الساعة 12 ليلا، وطالبوا بتشغيلهم الفوري وبدون مباراة، كما طالبوا بمقابلة أي مسؤول عن المكتب الشريف للفوسفاط أو السيد محمد كريم رئيس المجلس البلدي للمدينة.
وعند تدخل القوات العمومية لإخلاء المبنى من المعتصمين، وذلك حفاظا على الأمن العام وصونا لحرمة المقر وضمانا للسير العادي لخدماته، قام أحد المعطلين، يدعى محمد بودروة، بتسلق البناية وإضرام النار في جسده بعد أن صب عليها لترا من البنزين، قبل أن يلقي بنفسه من سطح البناية.
وأصيب بودروة على إثر ذلك بحروق وكسور متفاوتة الخطورة مما استدعى تدخلا عاجلا للمصالح الوقائية ونقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بالمدينة حيث توفي متأثرا بجراحه وكسوره وذلك على الساعة السابعة صباحا من اليوم.
وتعتزم حركة العدل والإحسان وحركة 20 فبراير، حسب بعض المصادر، نبني ملف محمد بودروة كما سبق أن فعلت مع كريم العماري من قبل.
وهي عادة من عادات هذه المجموعات الحقدية التي أصبحت تفتح أبوابها للمنحرفين و المرضى نفسيا و الحماق، فهل لشخص سوي أن يضرم النار في نفسه أن لم يكن أحمقا أو كافرا بالله و رسوله.
ننتظر من فقهاء البلاجد أن يفتوا في هذه الأمور التي اصبحت في تزايد مخيف خصوصا عندما تلقى تشجيعات من ذوي النفوس الحاقدة مثل العدل والإحسان و مجموعة 20 فبراير.
إن ظاهرة البطالة ليست خصوصية مغربية بل هي موجودة حتى في أكثر الدول تقدما كأمريكا والدول الأوربية.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال استغلال هذه الظاهرة للقيام بأعمال لا يستسيغها القانون ولا تشريعات ديننا الحنيف، فضلا عن كونها مناسبة لبعض التشكيلات السياسية لاستغلالها بطرق سياسوية فجّة يعرفها القاصي والداني..