“لم أصدق الأمر في البداية، لكن الآن كل شيء واضح، يبدو أنهم سيوشحونه فعلا” بهذه الكلمات عبر عادل المطالسي عن صدمته من تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في طنجة توشيح المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي بوسام جوقة الشرف، أرفع أوسمة الجمهورية الفرنسية. عادل المطالسي في تصريح لمجلة “ليكسبريس” الفرنسية لم يجد الكلمات الكافية للتعبير عن صدمته وصدمة من يحركونه من فشل كل مخططاتهم وادعاءاتهم التي استمرت لأشهر طويلة في إقناع الرئاس الفرنسية بصواب كلامهم خصوصا وأنه كلام صادر عن جهة مشكوك فيها تماما مثل عادل المتورط في تجارة المخدرات والذي قدم كل مرة رواية متناقضة لما مر به حين اعتقاله في المغرب
صدمة المطالسي دفعته إلى سب الرئيس الفرنسي واتهامه بأنه متواطئ في تعذيبه وأنه شريك في الجريمة التي يدعيها، قبل أن يمر إلى تشغيل خياله الخصب والقول للمجلة الفرنسية “أنا الآن خائف على حياتي حتى داخل فرنسا، ولا أدري ما الذي يمكن أن يقع لي”.
المطالسي ليس الوحيد الذي صدمه تأكيد فرانسوا هولاند توشيح الحموشي، بل اللوبي المعادي للمغرب كله اعتبرها ضربة موجعة، ولم يفهم أن العلاقات بين البلدين هي أكبر من مؤامرات صغيرة ومضحكة تستند على اتهامات واهية لايمكن لعقل أن يصدقها خصوصا إذا ما صدرت عن شخص مثل عادل المطالسي لا مفر من التذكير بمساره بالكامل.
من هو عادل المطالسي؟
يتمتع عادل المطالسي بميزة تسمح بتوظيفه أمام القضاء الفرنسي ،وهي كونه حامل للجنسية الفرنسية، كما أن له سوابق في التهريب الدولي للمخدرات وتكوين عصابة إجرامية ، ما يعني أن جميع سمات العميل المأجور تتوفر فيها بتفوق منقطع النظير. ويمكن القول أن البروفايلات التي تشتغل بها المخابرات الجزائرية في تجنيد شخصياتها العملياتية هي نفسها التي توظفها التنظيمات الإرهابية في تجنيد الإنتحاريين الذين يفصل في المرشحين منهم أن يكونوا من ذوي السوابق ولديهم حس مغامر ويتقنون فنون المراوغة والنصب والاختيال.
ولعادل المطالسي تاريخ حافل في هذا المجال حتى أنه تلميد نجيب في تخصصه، في أكتوبر 2008 حاول المطالسي تهريب 1600 كلغ من مخدر الشيرا باستعمال مروحية انطلاقا من مدينة القصر الكبير بتنسيق مع ثلاث شركاء إثنان منهم إسبانيان والآخر مغربي، غير أن العملية سيتم إحباطها من رطف الدرك الملكي يوم 3 أكتوبر 2008 ليتم اعتقال المطالسي وبحوزته 30 مليون سنتيم ، فكان عقابه 10 سنوات سجنا نافذة بتهمة حيازة والتهريب الدولي للمخدرات. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المطالسي على هذا النوع من المغامرات الإجرامية، فقد صرح أمام قاضي التحقيق أنه يتعاطى تهريب المخدرات منذ كان سنه 18 سنة، وسبق وتم اعتقاله في قضية أخرى لتهريب المخدرات من إسبانيا إلى فرنسا.
بعد إلحكم عليه تم إيداعه سجن سلا الذي يضم أيضا معتقلين سلفيين متابعين في قضايا الإنتماء لخلايا إرهابية، وبحسه البراغماتي وذهائه في النصب واستغلال الفرص، سيهتدي إلى فكرة براقة بدت له حيلة لتخليصه من ورطته، لقد أوحي له ذكاؤه بأن يظهر نفسه كمعتقل إسلامي، ولأجل ذلك سعى إلى التقرب من عناصر التيار السلفي المعتقلين بذات المؤسسة السجنية. وشيئا فشيئا بدأ يتخذ مظهرا ملتحيا ويستكمل إكسسوارات السلفي المعتقل على خلفية اختياراته السياسية والايديولوجية. وحين اختمر المشروع واكتملت الفكرة جاءت المرحلة الثانية من التنفيذ، حينها سيحدث المطالسي جروحا في وجهه ورجله داخل السجن، ثم سيقوم بتصوير ذلك وإرسال الصور إلى شقيقته بمدينة بوردو الفرنسية طالبا منها أن تتصل بهيئات وأوساط حقوق الإنسان وممثلي الحركات الإسلامية في أوروبا لنشر تلك الصور على أساس أنها أدلة تعرضه للتعذيب من طرف المحققين بالمغرب.
الملاحظة المثيرة هي أنه في نفس توقيت اتصال زوجة النعمة أسفاري بالجمعية الأوربية لحقوق الإنسان أي في 17 مارس 2014 عرضت القناة الفرنسية الإخبارية lci صور عادل المطالسي قبل ذلك بثلاثة أيام أي يوم 14 مارس 2014، وليس تاريخ مارس 2014 هو وحده ما يربط بين ملفي النعمة أسفاري وعادل المطالسي في الوسطين الإعلامي الحقوقي الفرنسين، فبعد أن رفضت أغلب الهيئات الحقوقية الفرنسية تبني ملف المطالسي، سيثلقفه محامي النعمة أسفاري جوزيف بريهام، والجمعية المسيحية لمناهضة التعذيب اللذان دفعاه نحو سلك المسار القضائي في إطار تدعيم القضية الأساسية التي هي ملف النعمة أسفاري وإثبات أن التعذيب في المغرب قرار سياسي يمارس بشكل ممنهج.
AHDATH.INFO