عوض أن تخجل جماعة" العدل والإحسان" من نفسها، و تختار الانزواء بسترة النفس من العار، وخاصة بعد فضيحتها المدوية في أوساط الشعب المغربي، والمعروفة ب" المقاطعة الفايسبوكية و التصويت من تحت الجلابية" حين دعت للمقاطعة إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعية، فيما الدلائل القاطعة والبراهين تفيد أن مريديها صوتوا لفائدة حزب"العدالة والتنمية" بلا ضمير ولا أخلاق، ما جعل من كلّ خطاباتها وبلاغاتها مجرد تزويق لحقيقة سياسية نتنة، تعرّت تماما كشجرة التوت برياح التجربة الفتية للديمقراطية المغربية منذ بشائرها الخرافية بقومة 2006(..).
ولأن الجماعة لا تستحيي من نفسها ولا تستفيق من أوهامها، فقد أوردت في مقال على موقعها الرسمي انه "بعد مرحلة طويلة من التغني بـ"التمرين الديمقراطي الذي اجتازه المغرب بنجاح" و"العرس الديمقراطي"، تظهر النتائج النهائية لانتخابات رؤساء الجهات لتعطي لحزب العدالة والتنمية جهتين فقط رغم احتلاله الرتبة الأولى في انتخابات الجهات لفائدة اكتساح تام لمن يسمون بـ"الدولة العميقة"، وفي ذلك إلغاء كلي لإرادة الناخبين بغض النظر عن محدودية نسبة المشاركة.
العدمية الدينية الباتولوجية، والمنطق الأعور في التحليل السياسي للنتائج الانتخابية، والجهل المطبق والمركب للقوانين الانتخابية الجهوية، وآليات اللعبة الديمقراطية والانتخابية الجديدة في اختيار رؤساء الجهات، وكلّ شيء في المغرب لا يأتي عن طريق "القومة" الموهومة، وأحلام الاستخارة وهلوسة الصوفية المرضية وصحيح الاستنجاء، ليس نزيها وشفافا، ومن صنع الشياطين وفبركة الجن..باختصار نقول ان الجماعة تمشي على رأي المثل الشعبي المغربي " اللي خانوا دراعو يقول أنا مسحور".
ان ما حدث هي حسابات سياسية في انتخاب رؤساء الجهات، و ليست اريتميتيكية او رياضية، تخضع لمنطق براغماتي و سياسي نفعي، حسابات تتقلب وتحالفات تتشكل وأخرى تأفل، أعطت نتائج كان العارفون في السياسة، يعلمون أن عنصر المفاجأة وارد بشكل كبير في اول انتخابات مغربية بعد دستور 2011 وهو ما حدث بالضبط، وأول اختبار ديمقراطي في سياق مشروع طويل الأمد ويحتاج الى طول النفس، يتعلق ببناء صرح الجهوية المتقدمة ببلادنا كشكل من أشكال الحكم في الدولة المدنية والمعاصرة، وبطبيعة الحال ليست في نظام الخلافة الاسلامية، والامارات المتناحرة التي تحلم بها الجماعة على غرار الدولة الاجرامية "داعش".
نقطة أخيرة لابد أن نعرج عليها، وهي أن آخر من يمكن أن يطعن في نتائج نسبة المشاركة هي جماعة القومة الخلافة، وآخر من يتحدث عن ذلك هم "فضلاؤها الظلاميون"، لأن تنظيمهم هو الوحيد الذي دعا الى المقاطعة في الاعلام، وشارك بكثافة في عملية الاقتراع بالتصويت لحزب"العدالة والتنمية" من باب "أنصر أخاك..ظالما أو مظلوما".