|
|
|
|
|
أضيف في 14 شتنبر 2015 الساعة 01 : 22
أكد مصدر صحراوي أن الجزائر الحريصة على الا تخرج البوليساريو عن نفوذها، قد استقرت على اختيار زوجة الرئيس الحالي للجبهة الانفصالية محمد عبدالعزيز لتخلفه في منصبه بنهاية المؤتمر الرابع عشر للجبهة المقرر عقده نهاية العام 2015.
وقال محجوب السالك زعيم حركة "خط الشهيد" في البوليساريو، في حوار تلفزي أجرته مع قناة فرانس 24، إن الجزائر تقوم حاليا بتهيئة الأجواء لخديجة حمدي زوجة عبدالعزيز لخلافته في قيادة الجبهة الانفصالية بعد ان أعلن عن نيته الاستقالة من مهامه.
وأكدت مصادر مطلعة أن الجزائر تخشى وصول خليفة لعبدالعزيز قد يعمد لتغيير الخط العام للحركة خاصة موقفها من الاستفتاء والحكم الذاتي المقترح عليها من المغرب، وهي تعتبر أن الرهان على زوجة عبدالعزيز هو أفضل الرهانات التي تضمن استمرار ولاء الحركة الانفصالية للأوامر العليا الصادرة عن الجزائر.
ومنذ ان اصابه الإعياء نتيجة المرض ترك عبدالعزيز زمام الامور المتعلقة بقرارات جبهة البوليساريو داخل المخيمات وخارجها لزوجته التي تشغل ايضا منصب وزير الثقافة، وخاصة ما يتعلق بتعيينات بعض السفراء وممثلي الجبهة الانفصالية بالخارج.
وتقول مصادر من داخل الجبهة ان خديجة حمدي استغلت الحالة المرضية الاخيرة لزوجها لتقوي نفوذها بشكل كبير داخل المخيمات وعلى مستويات اخرى، الأمر الذي أصبح مثار انزعاج شديد بين اعضاء الامانة العامة للحركة الانفصالية.
وتقول المصادر إن الجزائر تعلم أن خديجة حمدي التي تتمتع بكل هذا النفوذ الواسع داخل قيادة الحركة الانفصالية هي الاقدر في الوقت الحالي على الإبقاء على وحدتها وعدم تعرضها للانقسامات والصراعات الداخلية.
وتضيف هذه المصادر أن الجزائر تعرف ان أي زعيم حركة أو دولة جديد يصل للقيادة يريد آليا ان يقطع مع سياسة سلفه عبر اتخاذ قرارات مهمة مصيرية يمكن ان تكون فاتحة عهد جديد له في مهمته الجديدة وتسهل له توطيد سلطته ونفوذه بين معاونيه في القيادة وبين الأنصار.
وتعلم الجزائر أيضا أن الزعيم الجديد الذي قد يخلف عبدالعزيز سيسارع الى التخفيف من حدة الاحتقان الاجتماعي التي تصاعدت في السنوات الأخيرة ضد استبداد عبدالعزيز ومعاونيه وضد سياسة النهب المنظم لأموال المساعدات التي تفد على مخيمات تندوف من منظمات دولية عديدة. وإن أي مسعى لنيل رضا الصحراويين المعتقلين في تندوف لن تكون إلا عبر اتخاذ بعض القرارات التي قد لا تعجب الجزائر مثل إبعاد القياديين الفاسدين المرتبطين بشكل وثيق بالمخابرات الجزائرية في عملية تبادل فج للمصالح على حساب القوت اليومي لساكني المخيمات.
وبدأت الجزائر استعداداتها لإعداد خليفة لقيادة التنظيم الانفصالي الذي تدعمه بقوة منذ أن تم نقل محمد عبدالعزيز في فبراير/شباط إلى فرنسا للعلاج بسبب "مضاعفات خطرة على مستوى جهازه التنفسي"، خاصة وأن زعيم الانفصاليين يعاني منذ سنوات طويلة من سرطان الرئة.
وأدخل محمد عبدالعزيز إلى المستشفى العسكري التابع لوزارة الدفاع الفرنسية، وهو المكان نفسه الذي ألف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اللجوء إليه كلما ساءت وضعيته الصحية، وسط تكتم كبير من قبل المواقع التابعة للجبهة وأيضا من طرف وسائل الإعلام الجزائرية.
وبالفعل أعلن زعيم البوليساريو خلال ختام الدورة 12 لما يسمى الأمانة الوطنية المنعقدة في آب/أغسطس نيته التخلي عن زعامة جبهة البوليساريو.
ودعا عبدالعزيز إلى انتخاب أمين عام للجبهة بديلا عنه واختيار قيادة جديدة تتولى توجيه سياسة البوليساريو في نفس الاتجاه الذي عرف عنها خلال فترة قيادته لها التي امتدت على عقود.
وتقول مصادر مطلعة داخل المخيمات إن المخابرات الجزائرية مرتابة بعض الشيء من الأسماء التي تم تداولها لخلافة محمد عبدالعزيز على رأس الجبهة منذ ان اعلن الأخير نيته للاستقالة.
ودخلت ثلاث شخصيات على خط خلافة عبدالعزيز لعل أبرزها محمد لامين بوهالي الذي يشغل حاليا منصب ما يسمى بوزارة الدفاع في البوليساريو، والذي سبق له أن حارب في صفوف جيش التحرير الجزائري، ويعتبر مقربا بقوة من دوائر الحكم في الجزائر إذ يحتفظ بعلاقات جيدة مع عساكرها، كما أنه يمثل امتدادا لسياسة محمد عبدالعزيز في قيادة البوليساريو.
أما المرشح الثاني فهو البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس البوليساريو مصطفى الوالي السيد، والمرشحان معا ينتميان إلى قبيلة "الرگيبات"، في حين أن المشرح الثالث والمنتمي لقبيلة "تكنا"، هو محمد سيداتي الذي يمثل البوليساريو في أوروبا.
واعتبر محجوب السالك ان محاولة الجزائر تنصيب خديجة يحياوي في موقع زعيمة للبوليساريو، هو تحد سافر لإرادة الصحراويين الذين يريدون أن يروا بارقة امل من رحيل الزعيم الأبدي عن رئاسة الجبهة تترجم على الأقل في حد ادنى من النزاهة في توزيع المساعدات وتخفيف القبضة البوليسية المشددة ضد دعاة العود الى المغرب والقبول بحلّ الحكم الذاتي الذين باتوا يشكلون قوة معتبرة داخل المخيمات في تندوف.
وكشف السالك عن ثقته التامة في كون الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف سيقبلون بحل الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية فيما لو أعطيت لهم حرية الاختيار.
وأشار إلى أن مشاركة بعض الصحراويين الانفصاليين في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة تعد بمثابة اعتراف ضمني على قبولهم بالطرح المغربي في اتجاه حكم ذاتي مقبول من لدن معارضي البوليساريو يشكل شوكة في حلق النظام الجزائري.
وأعرب السالك عن اعتقاده الجازم بكون الصحراويين الموجودين في وضعية احتجاز قسري بمخيمات تندوف يرفضون البقاء في "الحمادة إلى ما لانهاية؛ لأنهم يعيشون أوضاعا بئيسة وحقيرة ومذلة بالكرامة الإنسانية فوق التراب الجزائري".
وبالنسبة لعدد من المراقبين فإن إصرار الجزائر على تأمين وصول شخصية موالية لها بقوة على راس جبهة البوليساري الانفصالية، تستطيع الاستمرار بممارسة نفس السياسة القمعية ضد ساكني المخيمات، لأنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على استقرار مزيف وإخفاء حقيقة الغضب الذي ينتاب الصحراويين المحتجزين داخله عن انظار العالم.
وهذا الإخفاء ـ يقول المراقبون ـ يمكنه ان يساعد السلطات الجزائرية على الاستمرار في تزييف الحقائق المتعلقة بالقضية الصحراوية وتبرير استماتتها في إطالة أمد أزمة تطيل اضطراب العلاقة ثنائيا بينها وبين المغرب، بما يطيل حالة عطالة المغرب العربي وجموده وغلق الحدود بين دوله الأمر الذي يراكم خسائر اقتصادية ضخمة للجميع.
بلقاسم الشايب.
|
|
2207 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|