من هو البشير طرطاق ؟!
أثار خبر إقالة الفريق « توفيق »من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و وضع اللواء «البشير طرطاق» مكانه الكثير من الجدل و التساؤل في الشارع الجزائري و الوسط السياسي و الإعلامي حول دوافع هذا الموضوع كل أدلى بدلوه حول طرح الكثير من الأسئلة حول حياة و سيرة اللواء “طرطاق” الذي كلف بقيادة أهم أجهزة الدولة و أكثرها حساسية، و عليه سنحاول الإجابة هنا على بعض الأسئلة المتعلقة حول السيرة الشخصية لهذا الاخير و عن الملامح الحقيقية لهذا القرار !
نشأته و تعليمه :
ولد عثمان طرطاق «البشير» في أوائل 1950 في العلمة ولاية سطيف، والتحق بجهاز الأمن بعد حصوله على شهادة الماستر في اللغة الفرنسية، ويعد من الإطارات التي حصلت على تكوين معمق خارج الوطن حيث حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، كما تلقى تكوينا عسكريا معمقا في أمريكا وباريس وألمانيا ويتحكم في أربع لغات هي الإنجليزية والفرنسية والروسية فضلا عن اللغة العربية.
المناصب التي تقلدها اللواء «البشير طرطاق »
الرجل الأول في جهاز المخابرات عثمان طرطاق هو لواء يشغل منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية، بعد تقلده مسؤوليات عديدة بمصالح الاستخبارات والأمن في وقت سابق أهمها مدير الأمن الداخلي للمخابرات خلفا للجنرال المرحوم الجنرال إسماعيل العماري، بعد أن قاد جهاز مكافحة الإرهاب في سنوات العشرية الحمراء حيث يشهد له زملاؤه بأنه كان في الصفوف الأولى لمكافحة الإرهاب تماما مثلما قاد التفاوض مع الجماعات الإرهابية وأشرف على تسليم آلاف الإرهابيين لأنفسهم في إطار مراسيم السلم والمصالحة الوطنية.
عمل اللواء عثمان في مديرية أمن الجيش حيث مارس مهامه في أغلب النواحي العسكرية عبر الوطن سنوات التسعينات قبل أن يؤسس ويقود مديرية مكافحة الإرهاب حيث سطع نجمه في محاربة الإرهاب هو والعديد من أبناء جيله، وعندما لاحت مؤشرات المصالحة الوطنية كان ضمن الضباط الذين قادوا المفاوضات وأقنعوا آلاف الإرهابيين بالتوبة، وبعد وفاة الجنرال إسماعيل العماري تم اختياره لقيادة الأمن الداخلي إلى غاية عودته من التقاعد إلى رئاسة الجمهورية كمستشار لرئيس الجمهورية، وقد اختاره الرئيس بوتفليقة خليفة للفريق توفيق على رأس جهاز الاستخبارات لاعتبارات عدة أنه ابن الجهاز ويعرف جيدا المهام الموكلة للجهاز في ظل المرحلة الراهنة إضافة إلى كونه على علاقة مهنية جيدة مع ضباط الجهاز.
و عن ظروف تعيينه :
يأتي استخلاف الفريق توفيق بالجنرال طرطاق في سياق إعادة هيكلة عميقة يشهدها جهاز الاستخبارات في إطار مشروع الرئيس لتمدين النظام وإبعاد جهاز المخابرات عن التجاذبات السياسية وإبعاده أيضا عن التأثير في الحياة السياسية والإعلامية والقضاء، خاصة أن الجزائر خرجت من مرحلة مكافحة الإرهاب ولا مبرر للكثير من التداخل في الصلاحيات التي قد تؤثر على الحريات العامة والخاصة، وقد كان مشروع الرئيس لتمدين النظام قد عبر عنه الأمين العام للأفلان عمار سعداني في 2013 عندما دعا جهاز الاستخبارات إلى الاشتغال بالأمن القومي للجزائر والانسحاب من الحياة السياسية وعدم التدخل في الإعلام والقضاء.
عن الجزائر تايمز