تاريخ العلاقة بين الصحافيين الفرنسيين والمملكة المغربية مليء بأخبار الطمع والجشع والنهم والابتزاز وهو ما يفرض التساؤل التالي : هل وجود المملكة المغربية على كَفِّ مَقالٍ أو كتابٍ ؟
أولا : * صاحبة الجلالة * تُجَرُّ إلى سوق النخاسة :
شغلت العالمَ مؤخرا فضيحةُ الصحافة الارتزاقية عموما والفرنسية خصوصا وأصبحت الصحافة أو مهنة المتاعب * صاحبة الجلالة * أصبحت بين عشية وضحاها عاهرة في مواخير الأنذال الذين ساقوها إلى سوق النخاسة ...
فإذا أصبح الصحافي – يوما - كَحَاطِبِ لَيْلٍ يجمعُ الغَثَّ والسَّمينَ عن شخصية عامة أو دولة ويضمها في كتاب ثم يضع الكتاب في بورصة المساومات الدنيئة ليكسب من وراء كتابه بضعة ملايين من الأوروات ، فماذا يُسَمَّى ذلك ؟ أهي فرقعة إعلامية أم سَبْقٌ صحافي أم بحثٌ أكاديمي ، أم ابتزاز وارتزاق على حساب شرف * صاحبة الجلالة * مهنة المتاعب وشرف العقل العلمي الأكاديمي المتحضر؟ كان ذلك هو ما فعله الصحافي الفرنسي المشهور إريك لوران وصاحبته كاترين غارسييه .. لقد ظل هذا الصحافي مختبئا وراء شهرته الجبارة حتى سقط سقوطا مدويا أذهل العاملين في بلاط *صاحبة الجلالة* ليشاهدوها وهي تُسَاقُ على يديه إلى سوق النخاسة لتأكل من ثديها ... فبعد أن ضبطته الشرطة الفرنسية متلبسا بجرم الابتزاز في حق الدولة المغربية انهزم هذا الصحافي الفرنسي العُتُـلُّ أمام قضاة التحقيق الفرنسيين واعترف بأنه ضَعُفَ أمام أموال ملك المغرب وبرَّر ذلك بأنه كان في حاجة ماسة للمال لأن زوجته مريضة بالسرطان ( كذا ) !!!!
وماذا يقول الزوالي في الجزائر يا إريك لوران ؟
إذا كان هذا الصحافي الفرنسي المشهور المدعو " إريك لوران " يتباكى أمام أعتاب القضاء الفرنسي بكونه قَبِلَ أموال ملك المغرب لأن زوجته مريضة بالسرطان وهو الفرنسي الذي يحظى بالحماية الصحية 100 % ويعيش في فرنسا التي يلجأ إلى مستشفياتها الشهيرة أغنياء العالم و كثير من رؤساء الدول وملوكها ، فماذا يقول الزوالي من فقاقير القوة العظمى جزائر الثورة والثروة المسروقتين ، هؤلاء الفقاقير الذين يموتون ببطء ليس بالسرطان ولكن بالهموم والغبن وقلة ذات اليد وانعدام المستشفيات والحماية الغذائية والصحية والأمنية والوجودية... فإذا سمعنا تبرير إريك لوران لقبول الرشوة بسبب مرض زوجته بالسرطان ألا يحق لنا أن نسأل : هل يتحدث هذا عن فرنسا التي نعرفها ونسمع عنها والتي تضمن الرعاية الصحية المجانية لجميع الفرنسيين المصابين بالأمراض الخطيرة والمزمنة ؟ الجواب عن هذا السؤال هو : إما أن ما يقال عن العناية بالمرضى في فرنسا مجرد أكاذيب أو أن هذا الصحافي أكبر كذاب وجبان ومخادع وغبي وبليد ؟ هل يعيش المريض الفرنسي ما يعيشه الزوالي المريض في الجزائر ؟ كذب إريك لوران وانكشفت عورته وعورة صاحبته كاترين غارسييه ... تعالوا إلى الجزائر لتشاهدوا ما يعانيه فعلا المرضى الزوالية وفقاقير القوة الإقليمية من إهمال وتهميش ، تعالوا لتروا كيف تنهش الأمراض البسيطة أجسامهم بلا أدوية ولا حماية صحية وكيف يَتَكَدَّسُ المرضى بعضهم فوق بعض على الأرض بين الأوساخ والقاذورات فيما يسمى مستشفيات القوة الإقليمية التي كدست 240 مليار !!!!
ثانيا : من سيدفع لإريك لوران ثمن الكتاب : حكام الجزائر أم الأمير المنبوذ ؟
بعد هذه الفضيحة المدوية ، فسخت دار النشر التي كانت ستطبع كتاب السب والقذف في حق المغرب ، فسخت العقد المبرم بينها وبين الكاتبين الفرنسيين ، لكن لا شك أن الأمير المنبوذ المدعو هشام بن عبد الله وهو ابن عم العاهل المغربي محمد السادس الذي يتحين كل الفرص للنيل من ابن عمه ومن الشعب المغربي والمملكة المغربية عموما ، لا شك أنه سَيَنْقَضُّ على هذه الفرصة الذهبية وسيتبرع بكل أريحية على المدعو " إريك لوران " بما يحب ويرضى من المال ... قُضِيَ الأمر وساقوا * صاحبة الجلالة * مهنة المتاعب إلى سوق النخاسة ؟ وما أكثر رواد هذه السوق منهم الأمير المنبوذ نفسه الذي له تاريخ مع الصحافيين المغاربة الذين حاول شراء ذممهم لكنهم فضحوه حينما اطلعوا على خطته الجهنمية للركوب على ظهر المغرب عرشا وشعبا بتآمر مع الجزائر وإيران وحزب الله لأنه لبناني من جهة أمه ، في حين قبل بعضهم عطاياه ولا يزال طريدا في المنافي مثل علي لمرابط وبوبكر الجامعي ... و لاننسى أن من رواد سوق النخاسة الصحافية المجرمون الحاكمون في الجزائر ، ألم يدفعوا الملايين في سبيل النيل من سمعة المغرب وملك المغرب منذ المرحوم الحسن الثاني إلى محمد السادس ؟ دفعوا من أموال الشعب الجزائري لكثير من الصحافيين والكتبة المأجورين الذين اختلقوا الأحداث ولفقوا الأخبار عن المرحوم الحسن الثاني ولا يزالون يُسَخِّرُون أبواق الكذب والزور والبهتان في حق المغرب ورموزه .
ثالثا : هل مصير المملكة المغربية على كف كتاب ؟
من السخافة الفكرية والضحك على الأغبياء أن يعتقدوا ومعهم الحاقدون على المملكة المغربية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ بــ 12 قرنا على الأقل ( نور الدين بوقروح قال 8 قرون فقط ) أقول من التفاهة أن يعتقد هؤلاء وأولئك أن مصير المملكة المغربية على كف كتاب مهما كان مؤلفه ومهما ضم من البهتان والزور واختلاق الأخبار المسيئة للمملكة المغربية ...
فباستثناء كتاب الباحث الأمريكي جون واتربوري " أمير المؤمنين.. الملكية والنخبة السياسية المغربية" الذي يُعْتبر مرجعا مهما في العلوم السياسية لفهم تاريخ الحياة السياسية المغربية وآليات تحركها وطبيعة الفاعلين فيها وعناصر استمرار الدولة المغربية ، باستثناء هذا الكتاب الأكاديمي ، فإن كل ما كتبه المرتزقة الآخرون فرنسيون وغيرهم من الكتب هي كتب سخيفة وتافهة نذكر من ذلك :
- "صديقنا الملك" كتاب ألفه الفرنسي جيل بيرو عن الملك الراحل الحسن الثاني.
- "محمد السادس سوء الفهم الكبير" كتاب ألفه الصحافي علي عمار.
- "باريس - مراكش" ألفه علي عمار .
- "الملك المفترس" كتاب من تأليف الصحافيين الفرنسيين إيريك لورون وكاترين غارسييه .
- "يوميات أمير منبوذ" كتاب أصدره الأمير هشام العلوي.
- محمد السادس وراء الأقنعة ألفه الصحافي المغربي عمر بروكسي .
كل هذه الكتب كان مصيرها مزبلة التاريخ لأنه لا فائدة منها سوى أنها تلبي شهوة عشاق سماع سيل جارف من السب والقذف في حق المغرب وملوك المغرب ، كتب لا يستهلكها سوى المرضى بداء الحقد المجاني على المملكة المغربية ، فهل يصدق عقل سليم ما جاء في تلك الكتب / القمامة المذكورة من معلومات مثل : أن كل قصور الحسن الثاني رحمه الله توجد تحتها معامل لتصنيع الحشيش وتلفيفه للتصدير ؟؟؟ كان سَمَّاعُو الكذب كلما سمعوا ما يروج أو قرأوا ما في تلك الكتب / القمامة – أيام الحسن الثاني رحمه الله – يقولون : إن أيام الحسن الثاني معدودة !!! لكنه – رحمه الله – مات على فراشه في بيته بين أهاليه ميتة الملوك بعد أن حكم 38 سنة ووطد دعائم المغرب الحديث بوضعه على السكة الصحيحة من حيث الاختيارات الكبرى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، مات رحمه الله وترك للشعب المغربي خليفة له شابا خَلُوقا مُحِبّاً للفقراء عاشقا لوطنه عنيدا في الحق .. فمن يُثْبِتُ غير ذلك بالحجة والبرهان وليس بالزور والبهتان ؟؟
عود على بدء :
كان المرضى المصابون بداء " شهوة سماع النَّيْلِ من سمعة المغرب " يثقون ثقة عمياء بما يسمعون من أخبار سيئة عن المغرب تنشرها كتب القاذورات الارتزاقية ، فهل بعد فضيحة إريك لوران الذي ساق الصحافة * صاحبة الجلالة * إلى سوق النخاسة ، والذي مَرَّغَ شرف مهنة المتاعب في وحل الرذيلة ، هل سيصقدون ما يكتبه أمثال هؤلاء المرتزقة بعد معرفة طبيعة هذه الكتب والهدف من كتابتها ومن يقرؤوها ؟ ثم هل يمكن أن تتحرك جذور هذه المملكة بوريقات كتابٍ أَخَفَّ من الريشة شكلا وأَوْهَى من بيت العنكبوت مضمونا ؟؟؟
فالدرس الذي يجب أن يستفيد منه المشتغلون في مهنة المتاعب من فضيحة إريك لوران هو أن المغرب هذه المرة لكز بنهمازه خاصرة الكَتَبَة المرتزقة ونبههم بأن يكتبوا بمصداقية وينتقدوا بعلم وحرفية لأن في ذلك خير للشعوب وللصحافة النبيلة ، كما نبههم إلى أن الكتب التي تنشر ليقرأها الشواذ من عشاق سماع السب والقذف في حق الند العنيد قد انتهى عهدها بالنسبة للمغرب وهي لن تنفع أحدا بل سيستفيد منها فقط المرتزقة الذين يبحثون عن الأغبياء ليبيعوهم بضاعة مجزاة ... أما المغرب فقد عرف طريقه بوضوح وهو يسير ببطء وأناة ولن تمسه الخزعبلات التي أنفق من أجل نشرها حكام الجزائر ملايين الدولارات طيلة 53 سنة كان الشعب الجزائري أولى بها ... فماذا كان مصير تلك الكتب ؟ كان مصيرها مزبلة القاذورات والنفايات وأضرت بسمعة * صاحبة الجلالة * الصحافة واستفاد من مداخيلها مرتزقة القلم على حساب مريض في مستشفى أو فقير في مدشر جزائري ناءٍ في أقصى بلاد القوة الإقليمية المشرفة على الهاوية ..
وخزات لا بد منها :
- كَذَّبَتْ وزارة الدفاع الفرنسي الأسرار العسكرية بين فرنسا والمغرب التي ادعت كاترين غاسييه أنها تمتلكها وستنشرها ضمن الكتاب / الفضيحة المزمع نشره مع إريك لوران .
- يعترف عتاة المعارضة الجزائرية في الداخل والخارج أن الفساد في المغرب قطرة في بحر بالنسبة للفساد المستشري في الجزائر طيلة 53 سنة فهل ستجد النتانة المنبعثة من فساد النظام الحاكم في الجزائر أكاديميين أو صحافيين يحترمون أنفسهم ليفضحوا ذلك أم أنهم يخشون رصاص DRS الذي لا يعرف الابتزاز بل يُشَيِّعُون الصحافيين والكُتَّاب إلى المقبرة برصاصة ثمنها بضعة سنتيمات وليس 3 ملايين يورو كما أراد إريك لوران من المغرب ؟
سمير كرم- الجزائر تايمز-