إكرام طريبق*
شكلت الاستحقافات الجماعية والجهوية التي جرت بالمغرب، يوم الرابع من شتنبر 2015 ، فرصة للعديد من النشطاء الصحراويين لتكييف مواقفهم مع النسق السياسي الجديد.
فالعديد منهم شاركوا على الأقل في هذه الاستحقاقات، وهي مشاركة كثيفة إن لم تكن مفاجئة، ويمكن القول أن ساكنة المناطق الجنوبية للمملكة وحتى المعادين منهم للوحدة الترابية دخلوا ضمن التجاذب الانتخابي بالاقاليم الجنوبية للمغرب.
أما على مستوى الدولة، التي تبنت منذ وقت طويل مقاربة أمنية بامتياز في أماكن تجمع الإنفصاليين، فإن المواقف قد تغيرت. وفي هذا الاطار، منحت وزارة الداخلية في شهر ماي 2015 التراخيص لمنظمتين غير حكوميتين قريبتين من جبهة البوليساريو-الحركة الإنفصالية الرئيسة- ويتعلق الأمر بكل من الجمعية الصحراوية لضحايا الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعروفة اختصارا بـ ASVDH، وتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المعروفة إختصارا بـ CODESA ، والذي ترأسه الانفصالية أمينتو حيدر..
وكانت هيومن رايتس ووتش، المتواجدة بمدينة نيويورك الأمريكية، قد نوهت من جهتها في الرابع والعشرين من 2015 بقرار السلطات المغربية منح التراخيص لهذه المنظمات.
ومنذ الأحداث المأسوية لكديم إزيك، التي راح ضحيتها 11 من من أفراد القوات العمومية الذين قتلوا بطريقة وحشية على يد عدد من الحاملين لأفكار انفصالية، اصبحت الأهمية نحو توجيه الاستراتيجية للنهوض بالمجالين الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية، وتوج ذلك باالنموذج التنموي الجديد الذي اعطى انطلاقته صاحب الجلالة في 2013 ، بما في ذلك الحق الأساس في التعبير بكل حرية والذي تنص عليه الدساتير المغربية منذ 1962.
ومن جهة أخرى، فإن السياق الدولي يميل لصالح المغرب وذلك حسب شهادات العديد من المستشاريين الغربيين الذين أشادوا بجدية المبادرة التي اقترحها المغرب حول الحكم الذاتي.
ويعتبر المغرب البلد الوحيد الذي لم تنل منه الاضطرابات والقلاقل التي أصابت عددا من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعصفت بانظمتها. بالإضافة إلى الشيخوخة التي تهدد صفوف "قادة/هيئات" البوليساريو وبالاخص بعد أن يغادر زعيمها الابدي محمد عبد العزيز إلى دار البقاء..
* صحافية متدربة.