بينما يجتاح الصراع الشرق الأوسط، ينظر البعض بقرب إلى الرجال الأقوياء والطغمة العسكرية، على أنها حصون منيعة محتملة ضد الجهاديين ومسببي المشاكل العنيفين الآخرين؛ إلا أن الجزائر تذكر بأن الأنظمة القمعية تخزن عادة مشاكل قد تؤدي للفوضى.
وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك إشارات بأن البلد المظلم في شمال إفريقيا يسير متمايلًا.
ترتبط الأولى بنظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999. عمره 78 سنة، وفاز في إعادة انتخابات العام الماضي، بالرغم من ظهور نادر له مرة واحدة، ومن حينها وهو يجلس على كرسي متحرك. وراءه هناك عصبة من الأمن والجيش، الذين يشكلون “القوة Le pouvoir”، كما يسمي الجزائريون أولئك الذين يسحبون الخيوط، والذين يتقاتلون على من سيخلفه.
آخر المكائد التي أشعلت حول استبدال بوتفليقة من قبل ثلاثة ضباط أمنيين بحركة بدت لتعزيز السلطة بيد الرئاسة ورئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، الحليف المقرب. يرى البعض أن الرئيس يحاول تمهيد الطريق لسعيد، أخيه، ليستلم البلاد عند مغادرته.
ليس هذا وقتًا مناسبًا للشك؛ إذ تحوم التهديدات حول البلاد. 63 جزائريًا جهاديًا ذهبوا إلى سوريا والعراق، بحسب ادعاءات الحكومة، وإذا كان العدد قليلًا فعليًا، فذلك لأن الجزائر دولة بوليسية. (بعض السكان يريدون العودة للعنف الإسلامي الفظيع في التسعينيات؛ لذلك فهم لا يشتكون كما يقال)؛ إلا أن الهجمات الصغيرة في تزايد.
14 جنديًا قتلوا على يد القاعدة في الغرب في يوليوز. هذه الولاية الجديدة لتنظيم الدولة هوجمت بعنف منذ قطع رأس سائح فرنسي العام الماضي، لكنها تملك معقلًا قويًا في ليبيا شرقًا، وقامت بهجمتين كبيرتين في تونس، شرقًا كذلك. وفي مقطع صور في الرقة، عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، في تيوليوز، وجه التنظيم تهديداته تحديدًا للجزائر. الساحل، في أقصى جنوب البلاد، خليط هائج من الإسلاميين العنيفيين والمهربين.
الاشتباكات الدورية بين العرب والبربر، المختلفين عرقيًا ودينيًا ويختلفون على الأرض، تزايدت هذا العام كذلك. في 8 يوليوز، قالت الحكومة إن 22 شخصًا قتلوا قرب غرداية، قرب الصحراء الكبرى، في أسوأ حلقة من العنف الطائفي حتى الآن، كما تظاهر الجزائريون حول حقول الغاز الصخري.
النظام المتصلب عاجز عن التعامل مع المشاكل في أفضل الأوقات، لكن انخفاض أسعار النفط أتعب ميزانية الدولة. تعتمد الجزائر بشكل أكبر على الذهب الأسود من الخليج؛ إذ إنها تمثل 95٪ من صادرات البلاد، وأكثر من نصف الميزانية. الاقتصاد لا ينتج الكثير، كما إنه لا يوظف العديد كذلك. من دون الإصلاحات السياسية والاقتصادية، فإن الجزائر سينحدر أكثر وأكثر نحو الأزمة.