منذ 24 يونيو الماضي وعلي لمرابط يريد أن يخبر العالم بأسره بأنه دخل في إضراب عن الطعام أمام مكاتب الأمم المتحدة بجنيف للتظاهر ضد حرمانه، حسب ما يدعيه، من حصوله على وثائق الهوية من طرف السلطات المغربية، وهي الطريقة المثلى التي رأى انه بإمكانه إخفاء تهليله للسويسريين بعد تصويته خلال استفتاء على منع تشييد الصوامع ببلدهم. وفي الحقيقة، فإنه خلق قصة سخيفة لإزعاج السلطات المحلية بمسقط رأسه، الذي يقول عنه إنه لم يصله منذ اختياره المنفى سنة 2004.
غير أن هذا الممثل الكبير الذي صال وجال في عروض التشويش التراجيدية-الكوميدية يواصل البكاء والنواح لأنه، ومنذ 25 يونيو الماضي، أصبح "دون وثائق هوية مسلّمة من بلده"، ليصل الأمر إلى أقلام الصحافة الفرنسية، التي بقيت وفية لمبدأها وانتفضت للدفاع عن مواطن فرنسي. إذن، هل يحمل علي لمرابط الجنسية الفرنسية؟ صحيح أنّه كان يهمس بهذا الأمر وسط فئة صحفية مغربية وقال إنه حصل على الجنسية الفرنسية بسرية وأنّه فضّل عدم الحديث عن الموضوع. لكن، ما السبب وراء ذلك؟ الجواب جد بسيط، هو أن كشف لمرابط عن حمله الجنسية الفرنسية سيضع حدا لجميع ادعاءاته، بعد أن قال إنه لا يتوفر على جواز سفر وبطاقة تعريف وطنية، وبالتالي لا يمكنه السفر. وهنا سقطت ورقة التوت الأخيرة عن عورته بما أنه يحمل جواز سفر فرنسي، وهو الذي لم يحصل عليه، بطبيعة الحال، من خلال إقامته الدائمة لدى والده بمدينة تطوان.
إلى جانب ذلك، فإننا نأمل أن نناقش معنى الشفافية مع علي لمرابط، التي طالما تبجح بها، ونطلب منه الكشف عن العنوان الموجود في جواز السفر الفرنسي الذي سلمته له القنصلية الفرنسية ببرشلونة، هل هو عنوان مكان إقامته الذي انتقل إليه في هذه المدينة رفقة زوجته وأبناءه، أم هو عنوان والده بالمغرب؟
وكما جرت به العادة، يظهر على الساحة أشخاص يُبدون قلقهم من "حرية التنقل" المرتبطة بعلي لمرابط، والذين حلوا بمدينة جنيف بتاريخ 9 يوليوز ليقاسموه "حريرته" السويسرية، مع أنّهم يعلمون علم اليقين أنه ليس للمرابط ما يشتكي منه، لأنه يمكنه أن يسافر داخل فضاء شنغن من خلال استعمال بطاقة التعريف الفرنسية فقط.
ورغم كل هذا، لم يتنازل هذا الصحافي عن أقواله ولا زال يطالب بجواز سفر وبطاقة تعريف مغربيين من خلال تقديم عنوان غير صحيح. فلم هذا الإصرار؟ هل يخجل علي لمرابط من جواز سفره الفرنسي ومن جنسيته الفرنسية؟ ومن الواضح أن لمرابط لا يريد أن يترك بلدا لا يقيم به إلا في مناسبات قليلة، مثل المغرب، وصحافة هذا البلد لا تضيّع مثل هذه الفرص للحديث عن "لعبته".
وعلى أي حال، فقد صرّح لمرابط ليومية "لوموند" الفرنسية، خلال حديثه عن عرضه الرمضاني بسويسرا قائلا" لا يمكنني أن أحبس نفسي عن خوض اللعبة واختبار حرية التعبير بالمغرب"، وهي لعبة خسر لمرابط آخر جولاتها كما جعلته يفقد 7 كيلغرامات. وعلى بعد أسبوع من عيد الفطر، لم يتمكن لمرابط من مواصلة "شبه الإضراب عن الطعام"، حيث سيقوم أخيرا بتجديد جواز سفره المغربي في القنصلية المغربية ببرشلونة، المدينة التي تُظهر سجلات المصالح القنصلية الفرنسية والمغربية أنه يقيم بها. وكخلاصة، يظهر أن علي لمرابط لن يتوقف عن جعل نفسه محط سخرية عبر حبك هذه "القصص" الواهية التي لا تساوي فلسا واحدا.
ترجمة: نبيل حيدر