هكذا إذن: المغرب وداعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) عقدا اتفاقا، بموجبه يسلم المغرب من هجمات داعش مقابل تسهيل توصل أعضاء داعش المحترمين بأموال تهريب المخدرات.
صاحب هذه العبقرية الفذة التي لا يمكن معها إلا المطالبة مجددا بفتح أبواب “بويا عمر” على مصراعيها لاستقبال ضيوف أجانب قادمين من الجزائر هي صحيفة جزائرية مقربة من مخابرات العسكر تسمى “ليكسبريسيون”، قررت في لحظة من لحظات الطيش الرمضاني، وهي لحظات تكثر في فصل الامتناع عن الشرب والتدخين وما إليه من معدلات المزاج أن تقترح على المغرب هاته الصيغة الجهنمية تنفيسا عن عقدة لا نعرف من أين استقاها جيران لنا منحتهم الطبيعة غازا طبيعيا كثيرا وبترولا وفيرا ومنحتهم معه مسؤولين ينافسون بعضهم البعض في الغباء والبلادة.
هكذا إذن، وبموجب هاته الصفقة النادرة من نوعها، يسلم المغرب من ضربات داعش باستمرار، وتتوفر داعش على مدخول مهم من العملة الصعبة، وتحيا الجزائر ألمها الدائم وهي ترى بلدا بمقدرات طبيعية جد متواضعة يعيش أمنه واستقراره، فيما هي تحيا اضطراباتها والقلاقل، ولا يمكنك ليلا أن تتجول في شوارع الجزائر العاصمة أو غيرها من المدن في قلب سيارتك إلا والأضواء مشتعلة داخلها وإلا حسبك الأمن إرهابيا وأطلق عليك الرصاص.
أيضا الجزائر لا تفهم لماذا تأتي “رونو” إلي المغرب، ولماذا تتبعها “بوجو”، ولماذا يقرر الإماراتيون أن هذا البلد هو الأصلح للاستثمار، ولماذا يرى الصينيون أنهم تورطوا في مشاريع عملاقة فاسدة في الجزائر مثل الطريق السيار، ولماذا يواصل المغرب تنمية أقاليمه الصحراوية رغم أن الجزائر تحلم له بيوم تحرمه من هاته الأٍقاليم، ولماذا يخرج الناس مبتسمين في البلد يشترون حاجياتهم الغذائية من خضر وفواكه ولايكتفون بالتقاط الصور معها دلالة المرور عبرها، ولماذا تظهر عافيتنا للجميع مجسدة في التقاء الملك بشعبه اليوم كله في الشوارع والأزقة، ولا تستطيع الجزائر إلا توضيب صور لمومياء تحكمها وهي تتحرك بالكاد بعد جلطة دماغية أصابت الجزائر في مقتل ولم تضرب بوتفليقة وحده ولا عصابة المخابرات العسكرية التي تحكمها لوحدها..
نعم أيها الأصدقاء في صحافة الشقيقة: نحن عقدنا كل الاتفاقات التي يمكنكم تخيلها وقريبا سنتصل بزحل والمريخ لتوقيع توأمة مع الفضاء طالما أن جارنا على الأرض بهذا المستوى الرديء فعلا من الغباء.
دمتم هكذا بالتحديد، ودام لنا المغرب هكذا بل وأفضل..
المختار لغزيوي.