الغضب يتصاعد في كلّ امكنة النقاشات العمومية في المجتمع الواقعي او الافتراضي، واشكال الاحتجاج تتوالى وتتناسل دفاعا عن كرامة المرأة وحريتها، لأن ما حدث للطالبتين سناء وسهام في انزكان، تجاوز الخيال بشاعة، حيث تحالف فيها تجار الدين و السلع الفاسدة مع بعض رجال الأمن ، ضدّ بريئتين في عمر الزهور"سهام وسناء" لتحويل مسار قضية كانت فيها هما الضحيتان فيما تجار الدين من "الفراشة" هم الجلادون..نعم لقد تمّ تحويل جريمة تحرش جنسي حقيقية، إلى متابعة قضائية بسبب اللباس والاخلال بالحياء العام في سابقة تضع موضوع حرية المرأة وما تحقق من مكتسبات تاريخية في خطر أمام تصاعد "الدعوشة" بمباركة الحكومة الاسلامية، و تجييش لفلول الجهل والظلامية في المجتمع من طرف "جماعة العدل والاحسان" ونزولها للشارع ، للتحريض وزرع الفتن ، انتقاما من ضبط أحد قيادييها في الدارالبيضاء متلبسا بالخيانة الزوجية، وتلكم قصة نعرفها !!
في سياق الدفاع عن الحرية، يخوض نشطاء حقوقيون حملة من أجل تنظيم وقفة تضامنية مع طالبتي انزكان المتابعتان بسبب لباسهما "الذي أخل بالحياء العام"حسب تجار الدين والمواد الفاسدة بتوطؤ من السلطات، يوم الثلاثاء 30 يونيو، وهو تاريخ أولى جلسات محاكمتهما.
وكتب هؤلاء على صفحة التعبئة للوقفة التضامنية على "فيسبوك " أن هذه الخطوة " هي تجسيد مبدئي لحق أي إنسان في اتخاذ اللباس الذي يناسبه، بعيدا عن أي تطرف أو عصبية أو وصاية من أي جهة من الجهات، لنقف جميعا يوم الثلاثاء 30 يونيو أمام المحكمة الابتدائية بأكادير لنقول بصوت واحد " أوقفوا المتابعة القضائية قي حق هاتين الفتاتين " "كفى من الوصاية على حقوق الافراد وحرياتهم".
وحسب المعلومات الوافدة من انزكان فان القضية في البداية بدأت بسبب تحرش جنسي لأحد الباعة التجولين بالطالبتين، وبعد أن صدّاه بالرفض ، ومقاومتهن لتحرشه بهن، هاجمهن بكلام نابي واتهامهن بنعوت قدحية تمس كرامتهن، التلاسن الذي استغله تجار الدين ليتحول الى احتجاج على طريقة اللباس والاخلال بالحياء العام، واستدعاء رجال الأمن الذين عوض حماية الطالبتين من التحرش بهما والتحريض ضدهما، اعتقلوهن 24 ساعة احتياطيا، قبل احالتهم على النيابة العامة التي تابعتهن بالفصل 483 للاخلال بالحياء العام، في تطور غير مسبوق في تاريخ المغرب المستقل، لقضية تسجل لوزير العدل مصطفى الرميد وحكومة بنكيران كوصمة عار لحصولها بالمغرب في عهد حكم حزبهما الذي يقولون أنه "ديمقراطي" وليس ثيوقراطي المرامي والأهداف والاستراتيجية.
رشيد بغا.