تعددت الكتابات واختلفت المقالات الذي رصدت بالتحليل والمناقشة والنقد ، مسار جماعة العدل والإحسان، وتوالى الجدل مرات عدة في نشأة وتطور حركة 20 فبراير، لكن في كل لحظة، تظهر الحقائق ويسقط قناع التضليل الذي حاولت جماعة العدل والإحسان نهجه في تاريخها الحافل بالمتناقضات.
من أسطورة " القومة"، و الحرب على" الحداثة"، إلى فضائح" نادية الأخلاقية"، تمنحنا الحقيقة ملامح فكر يعرف زلزالا داخليا، وانسلاخا عن هوية مغربية أتبث التاريخ تماسك كل مكوناتها.
قيل الكثير عن فكر الجماعة الاقصائي التدميري والدموي، وقيل الكثير عن فحوى وجود جماعة تجعل من" الخلافة" أيقونة مرفوضة في عصر يؤمن بالديمقراطية ودولة المؤسسات، في مقابل فكر يعشق " جرعات" الانعزالية وتدمير الآخر المغاير لنا.
تكلم الشيخ الفيزازي، العالم بخبايا فكر الجماعة، والمتغلغل في منابع الفكر السلفي، وكشف مرة أخرى في رسالة عميقة وجهها إلى جماعة العدل والإحسان وربيبتها حركة 20 فبراير، خبايا ومكائد جماعة تريد تدمير ما يحاول المجتمع المغربي إرسائه من قيم المواطنة والديمقراطية والتقدم.
أفكار ذكرها الشيخ الفيزازي، تستوقف العاقل والحكيم، خلاصتها ان ما يجمع الجماعة" المتطرفة" وحركة 20 فبراير هو رفع شعارات أرادت أن تجعل منها فزاعة للرعب والتخويف.
في حين سقطت الفزاعة، لتبين الأيام زواج متعة لم يدم، لأن الجماعة أرادت تدجين شباب يافع حمل" هّم" التغيير ومحاربة الفساد، وليس " إطاحة النظام"، لان المغرب بلد الاستثناء الذي لم تريد الجماعة أن تستوعبه.
أليست جماعة ياسين، كما قال لها ذلك الفيزازي في رسالته، أقلية قليلة من الشعب في معارضة من خارج المؤسسات لنظام ليس ككل النظم، ولدولة ليست ككل الدول"، أم أنها تريد أن تخلق لنفسها دولة خلافة، في حلم لم يتحقق إلا في أحلام الشيخ.
من يغطي الشمس بالغربال، ياترى؟
توجه المغرب نحو الدستور الجديد، واليوم يرى المستقبل في إصلاحات سياسية من خلال انتخابات 25 نونبر، لكن للجماعة رأي آخر وتريد السباحة خارج التيار؟
الفيزازي، أدرك الفحوى، واعتبر أن البعض أراد التهويل من شأن الجماعة، والنفخ في أرقام أعدادها، وعدم وضعها في حجمها الحقيقي، والقفز على المكونات الإسلامية والأحزاب السياسية ...
والخلاصة، التي كشفها الشيخ الفيزازي، و التي لا ينكرها أحد بما في ذلك الجماعة نفسها هي أننا أمام أقلية قليلة من الشعب في معارضة من خارج المؤسسات، ولدولة ليست ككل الدول. فإذا كانت الجماعة ذات خصوصية تميزها عن كل فئة معارضة أخرى، وهي كذلك، فإن الدولة المغربية أيضا ذات خصوصيات تميزها عن كل دولة أخرى... تاريخيا ودينيا وجغرافيا... ولا بد من استحضار كل هذا ونحن نتحدث عن ضرورة الحوار.
صحيح أن حركة 20 فبراير ومعها جماعة العدل والإحسان، أرادت من خلال شعارات رفعت في طنجة والدر البيضاء، التطاول على ملك البلاد ورفع شعارات إسقاط النظام تصريحا أو تلميحا عبر شعارات (الله يبارك في عمر شعبي) أو (يحيى الشعب) أو (الله الوطن الشعب) مثلا، وهي العبارات المتعارف عليها أنها تخص الملك، فيه استفزاز للشعب الذي يحب ملكه أكثر من استفزاز الملك شخصيا.
ألم تفهم الحركة والجماعة، أن الملك والشعب المغربي قدموا تضحيات، وأن الملك يواصل اليوم تقديم الإصلاحات بالشكل الذي يعرفه الجميع قبل هذا الربيع العربي بسنين عديدة (الطرق السيارة والميناء المتوسطي ، ترامواي، قطار تي جي في,,).
أم تريد من المغاربة ركوب التخلف، والعنف والتدمير العرقي والطائفي، كم كان الأمر قاسيا لكون انصار ياسين لم يفهموا ان شوارعنا نظيفة، وأزقتنا لا تريد دماء ولا عنفا، بل تريد فعلا سياسيا يحسن التدبير المعقلن، لحكامة جيدة تروم ديمقراطية تشاركية تؤسس لمغرب الاختلاف والتفاعل الايجابي خدمة للصالح العام.