اختارت شركة "دزرتك الألمانية المغرب لبناء أول مركب لها لتوليد الطاقة الشمسية. وأعلن المدير التنفيذي للشركة، بول فان، الأسبوع الماضي في حوار مع وكالة الأنباء "بلبومبرغ"، أن شركته اختارت المغرب لإطلاق مشروعها الضخم، الذي يوصف بأنه مشروع القرن.
وبمصاحبة مؤسستين ألمانيتين هما "زايمنس" و"دوتش بانك"، تتوخى شركة "دزرتك"، بناء عشرات المحطات لتوليد الطاقة الشمسية في الصحراء الكبرى من المغرب وحتى مصر، وذلك في أفق توفير ما يعاد 15 في المائة من حاجة أوروبا إلى الكهرباء انطلاقا من صحاري شمال إفريقيا.
وقال بول فان لوكالة "بلومبرغ" إن شركته اختارت المغرب لأنه بلد مستقر، ولأن حكومة بلاده تشجع الاستثمار في الطاقات المتجددة، ولأنه بلد تربطه بأوروبا أصلا كابلات للتزود بالكهرباء تمر تحت مياه مضيق جبل طارق، وهي غير مستغلة حاليا بطريقة كافية.
وحسب نفس المصدر فإن بناء مركب الطاقة الشمسية في المغرب سينطلق عام 2012، وستبلغ كلفته الإجمالية نحو 800 مليون دولار، وسينتج نحو 150 ميغاوات. وطاقته الإنتاجية ستوجه في البداية نحو الاستهلاك الداخلي وبعد ذلك نحو السوق الإسبانية التي تعتبر حاليا الجزائر مزودها الأول من حيث المحروقات.
وعلق الصحافي الإسباني، إغناسيو صامبريرو، في مدونته الشخصية على هذه الصفقة بالقول بأنها حققت انتصارا للمغرب على جارته الجزائر التي سعت إلى الحصول عليها قبل المغرب. وأورد الصحافي الإسباني مقتطفات مما نشرته بعض الصحف الجزائرية التي تعيد سبب فشل حصول بلادهم على الصفقة إلى تضارب في المواقف بين المسؤولين الجزائريين منها، وإلى استمرار اعتمادهم على المحروقات التي ما زالت تشكل 98 في المائة من صادرات البلاد الجزائرية، وأيضا إلى انعدام أفق لدى المسؤولين الجزائريين بما أن النفط الجزائري، سينضب عام 2030، حسب ما كتب الصحافي الإسباني، الذي يعتبر من بين المتخصصين في الشؤون المغاربية في بلاده.
وختم الصحافي الإسباني مقالته بالقول: "ليست هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغرب الجزائر. فقد سبق أن فعلها بداية 2008 عندما استقطب أول مصنع لشركة رونو على القارة الإفريقية، وذلك على حساب الجزائر. وانتصاره المقبل سيكون هو "فولسفاكن" التي تميل الأخرى إلى الاستثمار في المملكة بدلا من الجمهورية الجارة".