لم تقتنع صحيفة “لوموند” الفرنسية برواية الرئيس هولاند حول الوضعية الصحية التي وجد عليها الرئيس بوتفليقة، أثناء لقائهما ، في إطار الزيارة التي قادته إلى الجزائر. ونقلت الصحيفة الفرنسية أن لقاء زرالدة جرى في قاعة “غير مكيفة” وفق ما ذكره الحاضرون.
في الصفحة الرابعة من نسختها الورقية ودون إشارة على صفحة الواجهة، كتبت صحيفة “لوموند” موضوعا حول زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر، وذكرت أن اللقاء الذي جمع قادة البلدين هيمنت عليه المسائل الأمنية بخاصة الإرهاب في ليبيا، وقالت إن الرئيسين توصلا إلى أن الحل العسكري ليس المناسب لحل الأزمة.
وقال مبعوثا “لوموند” إلى الجزائر إن الرئيس هولاند استعاد شيئا من أيامه في الجزائر، عندما كان طالبا بالمدرسة الوطنية للإدارة وتلقى تكوينا في السفارة الفرنسية بالجزائر، فاستغل زيارته بالاستمتاع بنظرة على خليج الجزائر من أعالي العاصمة، وذلك رغم قصر مدة الزيارة التي لم تتجاوز 8 ساعات.
ونقلت الصحيفة جانبا من كواليس اللقاء الذي جمع الرئيسين فيما وصفته “بالإقامة الطبية بزرالدة”. وقالت إن الحديث جرى في قاعة “غير مكيفة” مثلما صرح به مشاركون في اللقاء، وذكرت بإصابة الرئيس بوتفليقة بجلطة دماغية نقل إثرها للعلاج في باريس عام 2013.
وكان الرئيس الفرنسي قد “تفنن” في استعمال المصطلحات التي تصف حالة الرئيس بوتفليقة الصحية من ناحية قدراته العقلية في التحليل، حتى أنه وظف كلمة “ألاكريتي” التي تشمل معاني “الخفة والهمة والابتهاج” في تعليقه على تعاطي الرئيس بوتفليقة معه في القضايا الثنائية والدولية، وقال إنه وجده في كامل قدراته على التحليل وبفكر متقد، وشدد في الأخير على أنه “صادق”، وكأنه أحس أن كلامه قد لا يحمله كثيرون على الجد. وعلقت الصحفية على كلام هولاند، بأن الصور التي ظهر عليها الرئيس الجزائري تبين أنه كان في حالة بدنية “محدودة” ويحتاج إلى مكبر صوت حتى يسمعه الآخرون، حتى أنه لم ينشط الندوة الصحفية مع الرئيس الفرنسي. وهو ما أكدته مراسلة القناة الفرنسية الثانية في نشرة الثامنة ليوم الزيارة.
وواجهت الوزيرة الفرنسية سيغولان روايال والرفيقة السابقة للرئيس الفرنسي لدى استضافتها في برنامج “لوبوتي جورنال” على قناة “كانال بلوس” الفرنسية، أسئلة صحفيين جزائريين حول سبب دعم فرنسا للنظام الجزائري رغم الحالة التي هو عليها. فأجابت أن “العلاقة بين الجزائر وفرنسا هي علاقة بلد لبلد ولا يوجد سبب للمقاطعة”.
وأوضحت روايال التي توصف بالشخصية الثانية في حكومة مانويل فالس، بأن المثقفين الجزائريين أحرار في إطلاق الاستنتاجات التي يريدونها، لكن “العلاقة بين الدول تكون قائمة على احترام المؤسسات. ولسنا نحن من يقرر مكان الشعب الجزائري”، وذلك في إجابتها حول ما إذا كانت الزيارة تشكل تغطية على الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة.
وحول النظرة السائدة عند الجزائريين للدور الفرنسي في بلادهم، اعتبرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ما يعرف بـ«حزب فرنسا” هو “الوهم الذي يغذي بشكل دوري المجتمع الجزائري”. وقالت إن هذه “النظرة المؤامرتية” لم تبدأ من اليوم، فالرئيس هواري بومدين، رئيس البلاد من 65 إلى 78، كان أول من تحدث عن “حزب فرنسا” واصفا بهذه العبارة من كانوا يرفضون سياسته في ذلك الوقت.
ونقلت الوكالة استنادا لمصدر دبلوماسي لم تسمه، أن زيارة هولاند لم تتطرق لا من بعيد ولا من قريب لـ«موضوع الخلافة الذي ليس مطروحا أصلا”، في رد على تصريح أوردته للوزير السابق نور الدين بوكروح الذي اعتبر أن زيارة هولاند لها علاقة بخلافة بوتفليقة.