المغرب، فاز بتنظيم مونديال 2010 ، ولكنه انتقل إلى جنوب إفريقيا بتزوير من الفيفا.. تسجيلات صوتية لمسؤول سابق في الاتحاد الدولي فضحت المستور، وأعادت مشهد فساد الفيفا إلى الواجهة..
الخبر عاد بنا سريعا لنتذكر أنه في ذلك اليوم.. في زيوريخ قبل سنوات من الآن، كان العالم كله على موعد هام جدا.. كان الحدث يومها اجتماع أعضاء الفيفا من أجل اختيار البلد الذي سيستضيف نهائيات كأس العالم 2010 . يومها أعد المغرب ملفا جيدا.. كانت الفيفا قد أقرت نظام التناوب لينظم الكأس بإفريقيا، وكبر الحلم بداخلنا جميعا، البعض منا كان شبه متأكد من تنظيم الكأس في المغرب، خاصة وأن جنوب إفريقيا بلد يغرق في الجريمة.. ومافيهش الأمن.. اعتقدنا أننا الأحق بتنظيم كأس عالمية كنا أول بلد عربي وإفريقي طالب بتنظيمها.. ولكننا كنا نجد كل مرة أمامنا بلدا كبيرا يستحق شرف التنظيم، أمريكا يوما، وبعدها فرنسا ثم ألمانيا. لم يكن تحضيرنا بحجم التظاهرة.. النتيجة أننا في كل مرة نخرج من السباق صاغرين.. ولكن في المرة الأخيرة، كان التصميم جيدا.. كان الأمل كبيرا في أن يكون الكأس بالمغرب.. نظمنا أغاني الاستقبال.. وأقمنا حفلات في كل المدن الكبيرة احتفالا بأحقية التنظيم.. سبقنا الفرح بليلة.. ولكنا في الأخير أضعنا على أنفسنا حلما مشروعا.. هذه المرة لم تكن بعض الدول بجانبنا.. كل شيء حسم ليلة التصويت. فاكسات ورسائل للمصوتين تعدهم بمنح وهدايا مغرية.. وقد فضل بعضهم الانسحاب بفعل الخشونة.. في وقت نمنا فيه مطمئنين.. اكتفينا بتطمينات بلاتير. وثقنا فيه وهو الذي دس المنوم في كؤوسنا.. واستعان مانديلا بكل خبرته في استمالة كل المصوتين.. قضى الليل كله في استقبالهم جميعا.. ووعدهم بأشياء كثيرة يسيل لها اللعاب.. لقد نجح جوزيف بلاتير، الذي تعود أن يوزع الابتسامة الصفراء على كل الراغبين في التنظيم، في الوفاء بوعد قطعه يوما على نفسه بعد أن اشتد الصراع بين ألمانيا وجنوب إفريقيا من أجل تنظيم مونديال 2006 ، وعدهم بالكأس في إفريقيا.. بجنوب إفريقيا طبعا.. حول كل المصوتين إلى أقراص الدومينو، ووضعهم جميعا في خانة جنوب إفريقيا الرابحة.. وانتهى الحلم سريعا عند كل المغاربة..
تذكرت الحكاية كاملة وكأنها بالأمس.. تذكرت ذلك وأنا أتنقل عبر وسائل الإعلام لأتابع جديد الأحداث في فساد الفيفا.. تذكرت مونديال 2010 الذي لم نكن محظوظين في تنظيمه..ولم نشارك فيه.. وتتبعناه عبر قنوات أجنبية..
انتهى كل شيء حينها سريعا، ولا أعتقد أن موضوعا كهذا سيغير شيئا في خريطة الرياضة المغربية.. المطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى للبحث عن تفسير مقنع لتواضعنا الرياضي الذي استمر لسنوات.. وكيف أصبحنا نعد إنجازاتنا بعدد الإخفاقات.. وهل قدرنا أن نحلم بحذر.. يصبح معه التأهل إلى المنافسات الدولية أكبر إنجازاتنا، ونغني بأعلى صوت عقب فوز خادع على فريق متواضع وأكبر طموحنا أن نهزم فريقا متواضعا من جنوب القارة السمراء.. فلم تعد الأسود تخيف أحدا.. تمردت عليها حتى الغزلان في مناسبات كثيرة، تعثرنا في “الكان” أكثر من مرة.. وأصبح الحلم بالفوز باللقب القاري ممنوعا على المغاربة..
اليوم، منحتنا “طاس” فرصة العودة لواجهة الأحداث العالمية.. وهي فرصة كي ننتقم لكبريائنا بالفوز، ننتقم من الفيفا بتأهل مستحق للمونديال.. نعرف أن هذا المنتخب المغربي يضم أسماء كبيرة للاعبين مميزين قد يصنعون يوما مجد الكرة المغربية.. نريد عملا كبيرا من الزاكي، ولا نريد أن ننام على تطمينات وجود ترسانة من اللاعبين المحترفين لنحلم بنصر في الجيب.. واللي قرصو لحنش يخاف من القنب.