في الوقت الذي كانت الحكومة تخوض فيه حرب “تحرير التلفزيون المقدسة” من جينيفر لوبيز، وكان أفتاتي يحاول إقناع أمانة حزبه العامة أنه بريء من التهمة الخطيرة الموجهة له، وكانت فئة أخرى من الحكومة تقاتل ضد فيلم نبيل عيوش، وتنظم مآدب الفيسبوك العامرة بالبطاطس والمرق، كانت إفريقيا تحتضن المغرب.
كانت أياما إفريقية متميزة للمملكة، لم يعطها للأسف الشديد حقها من المتابعة الرصينة والجادة من طرف بعض الصحف، التي استوعبت منذ زمن بعيد أن التنافس بينها يجب أن يكون حول من يبيع – نفسه – أكثر، لا حول من يقدم الخدمة العمومية الوطنية للشعب أكثر، علما أنها صحف تتلقى مالا من الدولة عبارة عن دعم لا نرى أثره موادا إخبارية جيدة تنور الرأي العام الوطني، أو خدمة عمومية فعلية تثقف وتخبر وترفه وتفهم معنى الانتماء إلى بلد مثل المغرب في لحظة مثل هاته اللحظة بالتحديد.
الأمر ليس مثيرا للاستغراب كثيرا، وهو لايستحق أن نضيع عليه ومن أجله هاته المساحة، طالما أننا قررنا بأن تكون هاته الزاوية مساحة تنويه بالاحتضان الإفريقي للمغرب من خلال ملكه في الزيارة الناجحة والمتميزة والتي همت الكوت ديفوار والسنغال وغينيا بيساو والغابون، والتي عرفت توقيع عدد كبير من الاتفاقيات وعرفت ما هو أهم: جعل هذا الامتداد الإفريقي ثابتا لا يتزحزح في كل اختيارات المغرب المستقبلية.
وعندما تتزامن بعض الضربات الموجهة بعناية فائقة إلى البلد، بيد نكاد نلمحها، مع هاته الزيارات الرائعة والمثمرة لجلالة الملك، نفهم أن العين علينا سواء داخل أو خارج أرض الوطن، وأن مايفعله المغرب في إفريقيا من رهان على القارة/ المستقبل للعالم بأسره هو أمر بالتأكيد لن يروق الجميع، لكنه الأمر الصائب والجدير بكل التنويه.
في الأعين المشعة فرحا، وفي البشرة السمراء المتقدة بريقا رأينا على امتداد الأيام الأخيرة كلها حلما إفريقيا يتجسد عن طريق رعاية ملكية تمتلك حسا استباقيا يعترف به الجميع اليوم، ورأينا جسرا حضاريا يمتد من أصلنا العربي الأول، أي من الإمارات العربية الشجاعة التي أعلنت الحرب على التطرف وإمداداته ولم تبق حبيسة التردد مثل آخرين إلى قارتنا الأم التي منحتنا عنادنا المغربي الشهير، ومنحتنا معه القدرة على أن نفهم أن الانتماء لإفريقيا ليس ملحوظة لاعلاقة لها بما سبق، بل هو ماسبق وما هو قائم اليوم وما هو آت بكل تأكيد في المستقبلين القريب والبعيد.
المختار لغزيوي.