دولة الخلافة التي أسسها تنظيم داعش.. والتي لم تعترف بها أي جهة لم تكشف حتى الآن سوى عن العنف وسفك الدماء فتحولت من فانتازيا خيالية إلى حقيقة مرة.
هنا بدأ الأمر كله .. في الأجزاء الشمالية للعراق وسوريا .. إذ استغل تنظيم داعش حالة الفوضى السائدة وضعف السلطة ... وعلى ذلك... يرى عدد كبير من المحللين أن هذه النقطة كان من الممكن أن تكون إيجابية مؤقتة للتنظيم وبالتالي يمكن هزيمته سريعا .. غير أن التنظيم أثبت العكس
فبداية كان هناك توسيع السيطرة على المناطق ... فعبر سلسلة من الهجمات المركزة... سيطر التنظيم على مدن وشوارع وحقول نفط وغيرها ... في العراق .. الجيش العراقي عادة ما كان يتراجع.. وفي سوريا الجيش مشغول بحربه الخاصة
وأخيرا .. قادت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا دوليا لاستهداف معاقل داعش في العراق وسوريا
"اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء القتلة هي لغة القوة."
لوقت قصير.. يبدو أن هذه السياسة كانت ناجحة .. فقد خسر التنظيم عددا من قادته وآلافا من عناصره .. ليأتي الرد الداعشي على شكل حملة إعلامية شرسة عرضت من خلالها صور مرعبة لعمليات قتل جماعية يتكبها رجال ملثمون وعمليات قطع رؤوس لأجانب تتم واحدة تلو الأخرى .. والأسلوب؟ تعريف العالم كله بالضحية .. تقديم الشروط . ومن ثم قتله
ولا ننسى الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسقط عناصر داعش طائرته... ومن ابتهجوا بعد إحراقه حيا
هذه الأساليب على عنفها .. اجتذبت عددا من المتعاطفين مع التنظيم من حول العالم .. فقد سافر شباب صغار من أوروبا وأمريكا إلى سوريا للانضمام لداعش .. كما قام غيرهم برفع علم داعش حيث هم في بلدانهم ..
ورغم قلة الدلائل التي تشير إلى تنسيق داعش مع منفذي الهجمات في الدول الغربية بدءا من هجوم تشارلي ايبدو ومرورا بالهجوم في أوتاوا وانتهاء بتبادل إطلاق النار في تكساس .. يبدو أن داعش قد نجح في إلهام بعض المتعطشين للدماءكل
ذلك ساهم في توسيع رقعة تأثير التنظيم .. فالمحللون يؤكدون أن هناك آلافا من المتعاطفين مع التنظيم في مناطق لا يتواجد فيها داعش أبدا وهذا إنما يعقد الحرب معه
"ليست لدينا حتى الآن استراتيجية كاملة .."
ويرى المحللون الغربيون أنهم أخطؤوا في تقدير قوة داعش منذ البداية . فقد اعتقدوا أن عدد مقاتلي داعش لا يزيد عن عشرة آلاف مقاتل .. أما اليوم فعددهم قد يتجاوز الثلاثين آلفا . ولكن على ما يبدو تنظيم داعش يتوسع سيطرة وعددا.
شبكة CNN