في عددنا الحالي “الأحداث المغربية ويكاند” ننشر خاصا عن ملف أمنيستي المتعلق بماوصفته المنظمة الحقوقية العالمية بالتعذيب في المغرب.
نترك للقارئ الكريم فرصة تكوين رأيه بنفسه بعد قراءة الخاص، لكن لابد من الإشارة إلى النقط التالية:
أولا:المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يفتح أبوابه لكل المنظمات المعنية والمهتمة بحقوق الإنسان حتى الأكثر تشددا منها تجاه بلدنا.
المغرب لايفعل ذلك لأجل عيون هاته المنظمات، لكن يفعله اقتناعا منه وإيمانا بضرورة ترسيخ تيمة حقوق الإنسان في بلادنا. ذلك أنه مضي ذلك الزمن الذي كان فيه المغربي مستباحا وسهل التعرض لأي خرق من نوعه، وأتى على المغاربة زمن آخر يرفضون فيه أي نوع من أنواع الخنوع، ولا يقبلون بأي مساس بهم، وهو ما سايرته الدولة في بلادنا وفهمته واستوعبته، بل وشجعته لإيمانها هي الأخرى بأن المواطن القوي خير من المواطن الضعيف، وأن الدولة القوية لاتحتاج لان تمس بحقوق مواطنيها.
ثانيا: المغرب حين فتحه الباب للمنظمات الحقوقية على اختلاف أنواعها، وحين تعامله إيجابيا معها ومع زيارات وفودها، وحين إتاحته الفرصة لها لكي تعقد ندواتها على أرضه، وهي مسألة غير متحققة في أي بلد آخر شبيه ببلادنا، يعرف علم اليقن أن بداخل هاته المنظمات الحقوقية تيارات سياسية تتخفى وراء الشعار الحقوقي، وتريد تصريف مواقف مناهضة للبلد أو لوحدته الترابية أو لمساراته أو لنظامه أو لاختياراته الكبرى أو لاستقراره، ومع علم البلد بهذا الموضوع إلا أن هناك اقتناعا حاضرا لدى الجميع أنه من الضروري أن يواجه المغرب هذا التخفي بالعلانية، وهذا الغموض بالوضوح، وأن يعلن على الملأ أن ليس لديه مايخفيه، وأنه مستعد للمزيد من الشفافية في هذا المجال الحقوقي مع حرصه الشديد على وحدته وعلى مقدساته وعلى ثوابته.
ثالثا: احتفاء البعض منا لأسباب لا تخفي على حصيف بأي كلمة سيئة تصدر عن الأجانب، وبالمقابل تسفيهه لكل المجهودات التي تتم منذ سنوات عديدة وليس منذ الخرافة المسماة الربيع العربي فقط هو دليل على أننا ملزمون ببذل جهد إضافي آخر للوصول إلى عقول البعض منا ووجدانهم، مع اقتناع الكل مرة أخرى أن هناك من يتقاضى مقابل مواقفه المعادية لوطنه، وهذه مسألة لا علاج منها لأن مسماها هو الارتزاق ولايمكنك أن تجبر الجميع على حب الوطن أو الوفاء له في كل الحالات.
أخيرا من اللازم اعتبار حقوق الإنسان واحترامها مسألة مقدسة في البلد بغض النظر عن المنظمات المعنية بها لأن احترام هاته الحقوق يدل على قوة البلد وتماسكه، وعلى انتمائه لمنظومة العصر الحديث وطريقة تفكيره، لامفر من الأمر، ولابد منه لنترك الآخرين الذين يتصيدون لنا التوافه من المواقف والقضايا والأفعال في مكانهم السليم: مجرد ملحوظات لا علاقة لها بماسبق وكفى.
ملحوظة لها بعض العلاقة بماسبق اتصالات عديدة ولاتنتهي بعضها يعتبر ألا حق لنا في التوقف عن فضح نصابي الإعلام وأفاقيه، والبعض الثاني يترجانا الإيقاف معتبرا أن هذه المهنة المذبوحة هي التي تزداد قتلا على أيدينا جميعا.
نصارحكم القول كالعادة: لازلنا مترددين لأن البعض لايستحق إلا الفضح.سنرى…
المختار لغزيوي.