عزيز الدادسي
قرر المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان مقاطعة الانتخابات، وذلك في انتظار المجلس الدولي بعد إقامة دولة الخلافة الياسينيةّ !!!! وهو موقف مضحك من حركة لم تدخل اللعبة السياسية لتخرج منها، فالمقاطعة موقف، والمشاركة موقف، والحياد موقف، فعلى أي أساس بنت الجماعة موقفها؟
فالذي يقرأ بيان المجلس القطري يقرأ جملا إنشائية ومرتكزات مهزوزة واستغلالا بشعا لوقائع حركة 20 فبراير وحتى خارج الحركة، وتبني الموتى قبل الأحياء في محاولة لجلب تعاطف الرأي العام وخصوصا الأجنبي.
نعرف جيدا أن الموقف لم يتم التداول فيه لأنه من جهة هناك حركة متنطعة يتغير العالم وهي ثابتة لا على الموقف ولكن على رفض كل تحول لأنه لا يخدمها، وثانيا لأن عبد السلام ياسين، الذي يتمتع في فيلته الشاسعة التي يؤدي ثمن كرائها فقراء الجماعة، هو من يوحي لأتباعه بالموقف ولا قول فوق قوله حتى لو خالف الشرع والشريعة لا منطق الواقع.
وموقف عبد السلام ياسين شبيه بموقف الروكي، الأول ركب حمارة حتى تم تلقيبه ببوحمارة والثاني يركب حمارة تفتري على القرآن الكريم وهي تلبس شعار العدل والإحسان، الأول ركب دماغه والثاني كذلك، الأول لم المتغيرات والثاني كذلك، الأول استغل الظروف الاجتماعية والثاني كذلك، الأول تعاون مع الأجنبي والثاني يلعق من موائدهم.
فالروكي، عمر بن إدريس الجيلالي الزرهوني، نازع على حكم المغرب وهدد السلطة نتيجة الدعم الفرنسي والإسباني مقابل بيع مناجم المغرب بالشرق، وأقام سلطنة بالشرق المغربي، والروكي الجديد أقام سلطنة تسمى العدل والإحسان التي لا يناقشه فيها أحد وهو يحاول استعداء الأمريكان ضد المغرب، ويعول كثيرا على الدعم الأمريكي في قومته.
ودعا المجلس القطري "الشعب المغربي الأبي إلى مقاطعة مسلسل الكذب والتزوير وتسويق الوهم، بمقاطعة الانتخابات المزمع تنظيمها بتاريخ 25 نونبر 2011 تأكيدا لرفض نتائج الاستفتاء المزور حول الدستور الممنوح المعدل، ودعما لحركة 20 فبراير، وللحركة الاحتجاجية المتنوعة التي تشهدها كل مناطق المغرب منذ انطلاق الربيع العربي".
وقراءة في مضامين الفقرة المذكورة يتبين أن العدل والإحسان ليس سوى مجرد حمارة يركب ظهرها الروكي الجديد، الذي خرج خاوي الوفاض من السنوات التي أمضاها مع الزاوية البودشيشية، وخرج خاوي الوفاض من محاولة التقرب من عهد الملك الراحل الحسن الثاني، فالروكي الجديد ثائر متنطع، حاول لعب دور عمر بن عبد العزيز مع الخليفة عبد الملك بن مروان، لكن الملك الراحل كان يعرف نفسية ياسين وتركه في زاويته السياسية يربي الأتباع، ومع كل هذه الهزائم ركب الحمارة المذكورة ليحقق مطامحه منها قصره الإمبراطوري بحي السويسي وهو الذي يدعي أنه صوفي زاهد.
أما حديث البيان عن الدستور المزور فهو تزوير لإرادة الشعب التي تدعي الجماعة الدفاع عنه، فالتزوير الحقيقي هو أن تتبنى الجماعة موقفا مغايرا للديمقراطية وتقول اليوم إن الخلافة على منهاج النبوة هي الدولة المدنية.
أما حكاية الشعب الأبي فهو استنساخ غير سوي من قاموس اليسار لأن ياسين يعتبر الشعب يعيش زمن الفتنة وهلم سبا وشتما في شعب يصفه بالرعاع.