وأنا أقرأ توفيق يتحدث عن الارتباطات في افتتاحيته ليوم الإثنين، وعن «الأحداث المغربية» التي تحولت إلى منشور لجهات أخرى، ضحكت كثيرا.
في الحقيقة، ابتسمت في البدء، ثم اتسعت الابتسامة، وتحولت إلى ضحكة كبرى قبل أن تنتهي إلى قهقهة فعلية.
فركت العينين مرارا وتكرارا. سألت النفس والعقل والوجدان “توفيق يتحدث عن الارتباطات؟ أحقا ما أقرأ؟ أم تراني أحمل معي من الصويرة بعضا من غبش النظر أنا العائد من دورة باذخة لمهرجان كناوة بالمدينة الأطلسية؟”
سألت الزملاء قربي، فوجدتهم يبتسمون، ثم يضحكون. سألنا زملاء مقربين من توفيق، وجدنا لديهم نفس رد الفعل. سألنا إخوة لنا من الأحزاب، من الطوائف من القبائل من المهنة ومن خارج المهنة. الكل مصر على الابتسام بسخرية ثم الضحك.
توفيق والارتباطات، تلك حكاية لم تنته يوما، لذلك وهو يتهم جريدة «الأحداث المغربية» ـ التي عمل كل ما بوسعه حين كان مجرد صحافي صغير بها لكي ترتبط بسيده، ورفضنا لأن سيدنا هو المغرب (هذه لوحدها حكاية تفاصيلها ستكون أكثر من رائعة في القراءة والفاتحة على روح زميلتنا بوسعدن) ـ بالارتباطات ضحكنا وقلنا “عش رجبا تر عجبا”، وفعلا نحن في رجب والمقال العجيب الذي كتبه توفيق كتب في هذا الشهر المعروف بأعاجيبه.
لن أرد ولن أدافع عن «الأحداث المغربية» لا في عهد السيد البريني ولا في أي عهد آخر، علما أن أستاذنا البريني لازال مؤسسا ومساهما وكاتبا في الجريدة، فتوفيق أول من يعرف أنه أصغر من أن يهاجم «الأحداث» أو أن تدافع «الأحداث» عن نفسها في وجهه.
فقط لدي بعض الإشارات الصغيرة علما أنني عائد للموضوع بكل تفاصيله لأنني من نوع خاص جدا لم يلتق به الفتى أبدا في حياته: بطن فارغة من العجائن ولسان طويل حد السلاطة الإيجابية، وقدرة على قولها مثلما هي “واللي ليها ليها”، وهي مسألة لا يستطيعها أي مرتبط من المرتبطين الذين يعرفهم توفيق، أو الذين جمعته بهم في الوقت السابق أو اللاحق من الأيام إما صداقة أو عداوة أو اختلاف حول المغانم.
توفيق يكتب عن الارتباطات ولا يرف له لا جفن الحياء ولا جفن الخوف. أعترف أنني لم أكن أعرفه انتحاريا أو “كاميكازا” من هذا النوع، بل عهدت فيه جبنا لطيفا للغاية يخفي خبثه فيه بكل رقة. ولم أعهده كذلك يحترم القضاء المغربي، بل ألفته يكيل لهذا القضاء من الضربات ما يجعل من لجوئه إليه الآن في مواجهتنا أمرا طيبا ويدل على “مراجعة فكرية محمودة”.
ما علينا إذن. لكل شيء بداية، وها نحن نكتشف توفيق الكاميكاز الذي يعرف اليوم أن الزمن محسوب، وأن اللعبة انكشفت وأن خيوط الاتصال أضحت أكثر من واضحة، تماما مثل شيكات هذا الارتباط.
لذلك سنواصل الابتسام، وسنشرك معنا في الضحك القراء الكرام، فهم يستحقون أن يعرفوا طبيعة وحقيقة كل واحد منا ممن يقرؤون له ما يخطه كل يوم.
صديقنا أهدانا سلسلة جديدة، نبسمل ونتوكل على الله فيه وفيها، ونقول إنه فعلا ملحوظة لا علاقة لها بما سبق لكنه يستحق بعض الكلام.
إنتظرونا بعد الفاصل… مثلما يقول مذيع القناة القطرية الشهيرة متجهما كل مرة.
ملحوظة لها بعض العلاقة بما سبق.
موسم أكثر من رائع للكبير الكاتالوني برشولنة، بدأه بلقب الليغا الذي حسمه الأحد، وسيواصله بنهائيي كأس الملك وعصبة الأبطال الأوربية.
في شوارع المغرب، في مدنه الصغيرة، في قراه تسأل نفسك “لماذا يتابع الناس البارصا والريال بهذا الشكل الكثيف؟”
تجد الجواب البديهي السريع “المغاربة ذواقة فعلا ويحبون الجمال”.. انتهى الكلام
المختار الغزيوي