حظيت شخصية عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، الـ DGST، باهتمام إعلامي وطني ودولي كبير في الآونة الأخيرة، بحيث ارتبط اسمه منذ سنوات بالحرب الدائرة على الإرهاب منذ تفجيرات 16 ماي من سنة 2003، ثم سطع نجمه أكثر، بعد التوشيح بالوسام الرفيع الذي حظي به في المملكة الإسبانية الصديقة، اعترافا منها بالجهود التي تبذلها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في محاربة الإرهاب، والتنسيق العالي المستوى الذي يجمع المغرب بإسبانيا في هذا المجال.
كما ارتفعت أسهم الحموشي، رجل الدولة المتمرس صاحب الأخلاق العالية، أكثر بعدما أعلنت الجمهورية الفرنسية عن قرب توشيحه، لنفس السبب، أي للجهود الجبارة التي تبذلها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي يقودها منذ سنوات بحنكة وكفاءة عالية، في مجال محاربة الإرهاب والتنسيق المثمر والفعال مع المصالح الاستخباراتية الفرنسية في إطار القانون وبما يضمن الأمن والأمان لشعبي البلدين الصديقين.
لكن ورغم كل هذه الشهرة العالمية، إلا أن هناك جوانب تبقى غير معروفة لدى الكثير من المغاربة حول شخصية الحموشي، الذي حاز ثقة صاحب الجلالة هذا الأسبوع ليعينه مديرا عاما للأمن الوطني، مع الاحتفاظ بمنصبه في الديستي، كمدير عام، ليجمع بين المخابرات والأمن الوطني في وقت واحد، وذلك لما يتميز به الرجل من قدرات كبيرة في مجال الإصلاح والجرأة في التسيير، وخير دليل على ذلك المولود الجديد للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الـ BCIJ، والذي وبمجرد الإعلان عنه، حتى وجه ضربات قوية إلى معاقل الإرهاب والجريمة المنظمة ومافيات المخدرات والتهريب الدولي فيها، محققا بذلك إنجازات كبرى.
عبد اللطيف الحموشي، الذي حظي بثقة جلالة الملك محمد السادس ليقود المخابرات، وهو لا يتجاوز 39 سنة من العمر، تدرج في عدة مناصب ومسؤوليات بمصالح وزارة الداخلية، منذ ريعان شبابه، خصوصا بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، التي التحق بها في بداية التسعينات من القرن الماضي، حيث أبان عن علو كعبه في مجال ملاحقة الخلايا الإرهابية والنائمة، عشية وقوع تفجيرات 16 ماي من سنة 2003.
وفي بورتريه لـ جون آفريك الدولية، قبل بضعة أسابيع، تم التطرق إلى جوانب غير معروفة للعموم في شخصية عبد اللطيف الحموشي، وتحديدا في ما يرتبط بأدائه المهني، مشيرة إلى أنه رجل يشتغل بنفس طويل، دون كلل أو ملل، لأيام متوالية، وله قدرة كبيرة على التحمل ومواجهة الصعاب، بشكل قلما يتوفر للآخرين، باستثناء حالة وحيدة تتقاسم معه نفس الكفاءة والمهنية، وهي حالة ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، المعروفة بـلادجيد.
الأكثر من ذلك، وصفت الصحيفة عبد اللطيف الحموشي بأنه أحد أبرز الكفاءات المغربية التي عاصرت الملك محمد السادس. ورغم أنه لم يشارك جلالة الملك مقاعد الدراسة في المدرسة المولوية، إلا أنه حظي بثقة جلالته لما برز عنه من كفاءات منقطعة النظير، وورعه وتحفظه وإخلاصه وتفانيه في أداء عمله.
الحموشي، الذي يتحدر من مدينة تازة، يحمل نهج سيرة حافل بالدبلومات والشواهد العليا من أبرز المعاهد الأجنبية.. ففي بداية مشواره، تلقى تعليمه الجامعي الأولي في القانون بمدينة فاس، وحصل على دبلوم عالي المستوى في العلوم السياسية، كما أن الرجل حائز على عدة شهادات عليا في مجال الأمن والاستخبار، من باريس ولندن وواشنطن، وهي كلها شواهد تبرز مدى كفاءته وفعاليته في أداء عمله.
وإلى جانب ذلك، فإن الحموشي يتقن ثلاث لغات، هي العربية والفرنسية والإنجليزية.
الحموشي، الذي لا يتجاوز الآن 48 سنة فقط، استهل مشواره في العمل بوزارة الداخلية قبل 24 سنة، ليحصل على تقدير واحترام جميع رؤسائه في العمل، قبل أن يتم تعيينه على رأس المخابرات المغربية الداخلية، المعروفة بالديستي، حيث أظهر كفاءة كبرى في تدبير الكثير من الملفات الأمنية ذات الطبيعة الحساسة، وفي مقدمتها ملف مكافحة الإرهاب، الذي أبلى فيه بلاء حسنا.
وخلصت الصحيفة إلى أن الحموشي يعتبر من أبرز رجالات الدولة المغربية، وكانت مهنيته وطريقة عمله في مجال مكافحة الإرهاب، وراء الإشادات الدولية الصادرة في حق المغرب في مجال الأمن ومكافحة التطرف، خصوصا أمريكا وفرنسا وإسبانيا، ودول أخرى.
محمد البودالي