كثير من الحاقدين والمغرر بهم لا يقدرون أهمية قطر، وإنسانية قطر، وديمقراطية قطر، وعظمة قطر.
ويشتمونها دون سبب مقنع، ويحسدون من يحبها ومن تحبه قطر، وكل ذلك بدافع الغيرة.
ولا يعرفون ماذا كان سيحصل لكثير من الناس لولا قطر، ويستكثرون عليها أن تنظم ندوة في المغرب، وأن تنظم المونديال، وأن تصل إلى نهائي بطولة العالم في كرة اليد.
ولقد كنت أنا أيضا مخدوعا، ومتأثرا بكل هؤلاء الفاشلين والمسخرين، الذين يعترضون على كل ما هو قادم من قطر.
ولو بشكل متأخر، فقد اكتشفت عظمتها، ولن أقول عنها بعد اليوم كلمة سوء.
وكي أكون صريحا، فقد غرروا بي، واستغلوني، وصوروا لي قطر على غير حقيقتها.
ومن أكون أنا حتى أتحدث بسوء عن قطر.
من أنا مقارنة بزلاطان ابراهموفيتش وبمراوغاته وبطريقة تنفيذه لضربات الأخطاء وبأهدافه، والذي ترك كل الأندية الكبيرة والمحترمة واستقر بنادي قطر الباريسي.
ومن أنا مقارنة بعاصمة الأنوار باريس، التي تبيع كل يوم شوارعها وفنادقها لقطر، ولو قالت لها قطر أريدك كاملة لمنحتها نفسها طواعية.
ومن أنا مقارنة بساركوزي، الذي وهو رئيس دولة عظمى، عمل موظفا لدى قطر.
ومن أنا مقارنة بالقرضاوي.
ومن أنا مقارنة بروبير مينار، الذي ذهب إليها وجمع ثورة، وعاد إلى بلده عنصريا يكره العرب والمسلمين.
وأعترف الآن أني كنت مخطئا، وأني تحاملت على هذه الدولة، وعلى من يحبها.
ولا يمكن لأي شخص موضوعي إلا أن يتغزل في قطر وفي أفضالها على جميع البشر.
فمن كان يتخيل أن يدرب عموتة المغربي راوول، وقد يدرب في الموسم القادم كسافي، وبعد سنوات ميسي، و حتى في الأحلام، هذا غير ممكن، وقد حصل بفضل هذه المعجزة التي اسمها قطر.
ومن كان يتخيل مصير عزمي بشارة الذي كان يمدح بشار الأسد، وينوي الاستقرار في سوريا، لولا يد قطر التي امتدت إليه وأنقذته من الضياع والتيه، وصنعت له مركزا، ومنحته لقبا.
ومن كان يضمن وقوف مدير أخبار اليوم مع حزب العدالة والتنمية ومع الإصلاحات الشجاعة، لولا قطر، وأين كان سينام المدعوون إلى ندوة عزمي بشارة، ومن كان سيعوضهم لولاها.
ومن كان سيستقبل بنكيران ويساعده في الإجابة لولا أحمد منصور.
خير هذه الدولة عم الجميع، ولم يقتصر على تيار واحد، كما يحاول أن يصور ذلك المغرضون، والدليل هو وقوفها مع الربيع العربي ومع الإخوان المسلمين، ومع أمريكا التي منحتها قاعدة لضرب العرب والمسلمين، ومع الإرهابين الذين أرسلت لهم صحفيين يمدونهم بالمال في أفغانستان، ومنحت من لا صوت له صوتا، ومع الإسرائيليين الذين اكتشفنا بفضل قطر لكنتهم العربية والناطقين باسم جيشهم الذين يرطنون بلغة الضاد.
إنها دوحتنا التي نستظل بظلها.
إنها جنة وملاذ كل من ضاقت بهم السبل.
وعاصمة الربيع
وقاعدة قصف العرب
ومنها يأتي كل شيء، وتأتي الحياة، ويأتي الموت، ويأتي المال.
وأنا من هذا المنبر، أتودد لقطر، وأعتذر لها عن كل ما صدر مني، وأطلب منها أن تصنع لي جريدة، وتنظم لي ندوة للتفكير في حالتي المغربية.
لقد مللت من الهواية في الصحافة، ومن موقع كود، وأريد أنا الآخر أن أحترف.
فقطر لنا جميعا
قطر لكل العرب
وعلينا أن نستفيد منها على قدم المساواة
وكلنا نحبها
وكلنا قطر
وليس عدلا أن تستولي عليها أقلية منا
وتحتكرها لنفسها
بينما كلنا عرب
وكما تدعم الدولة في المغرب الجرائد
فليس عدلا أن تدعم قطر جريدة واحدة وتستثني الآخرين
وليس كثيرا عليها أن تدعمنا واحدا واحدا وصحفيا صحفيا وحزبا حزبا
وتنظم لنا الندوات
واللقاءات
وتوفر لنا الحجوزات
ادعمينا يا قطر جميعا
كي نحبك أكثر
وكي نتغزل فيك أكثر
وكي نلقب عزمي بشارة بالمفكر
يا دوحتنا
يا داعمة ربيعنا
يا جزيرة في صحرائنا القاحلة
ما أجملك
وما أحلاك
أنت الدولة الوحيدة في العالم
التي يتكرش فيها الصحفيون وتتورد خدودهم
آثار نعمك بادية على الجميع
وينكرون
سامحينا يا قطر
سامحي من لا يقدرك
واغفري لنا
واغفري لكل أولئك السذج الذين يسيئون إليك
واغفري لي أنا بالتحديد
أنا عبدك وطوع بنانك
وضعيني في أي مكان
في العربي الجديد
في الدوحة
في الجزيرة
وفي أوراقك الصقيلة
لقد اشتريت مكيفا هوائيا
وأنا جاهز لحر الخليج
ضميني إليك واحضنيني يا حبيبتي يا أمي يا وطني يا قطري العزيز يا أعز على قلبي من بلدي.
حميد زيد كود