الدكتور عزمي بشارة عندنا. يامرحبا يامرحبا. ما المناسبة ياترى التي ستجعل صديقنا الدكتور العربي الإسرائيلي الجزيري (نسبة إلى الجزيرة القطرية التي يقطن فيها طبعا) يزور موطننا؟
المناسبة هي الرغبة بعد مرور ثلاث سنوات على الخرافة المسماة الربيع العربي في الحديث عن هذا الربيع العربي.
الندوة المقامة في البلد إسمها “الربيع العربي : الحالة المغربية”. العنوان طريف للغاية وهو يدل على أننا أصبحنا حالة بالنسبة لكونسيلتو الدكاترة الفضلاء الذين شخصوا الوضع العربي ووصلوا إلى أدوائنا كلها، واهتدوا إلى آليات الشفاء.
المغرب حالة مرضية؟ لا أتصور ذلك ولا أستطيع، ولا مغربي يمكنه أن يتخيل الأمر. بالعكس نحن الأكثر صحة رغم أن العديدين حاولوا تشبيهنا بقدواتهم والنماذج. لكن ما العمل مع البعض الذي يأمل أن نتحول إلى هذا الأمر، وهذا البعض لا يكتفي بالأمل والتأمل. هو يتقاضى مقابل ما يتمناه ؟
هل للأحلام والأمنيات ثمن؟
نعم إذا كنت قادرا على أن تبيع وطنك إلى من يدفع لك كل مرة أكثر.
معذرة على قولها بهاته الصراحة الفجة، لكنني لا أحب كثيرا السماسرة. لديهم إسم في العربية الفصحى يدل على جمع القائد لكنني لا أستطيع استعماله احتراما لكم ولي وللجميع. في النهاية الكلمة تعني ماتعنيه والفعل المتحقق على أرض الواقع أقوى منها بكثير.
معنا هنا في أرض الوطن أناس لا جنسية لهم إلا جنسية المال. صباحا يؤدون الشهادة بأن الدولار هو الأبقى. في الزوال يصلون ركعتين لوجه الأورو، وفي الليل يقولون إن مالديهم من دراهم كاف لكي يعيشوا في البحبوحة العمر كله.
مشكلة السماسرة أو الكلمة الأخرى التي لم نرغب في استعمالها، هي أنهم ينسون تماما أن المال ليس كل شيء. هناك أمور أخرى أهم بكثير.
في مقدمتها الوطن لمن كان له وطن.
الدكتور عزمي لا وطن له. هو إسرائيلي، عربي فلسطيني يعيش في الدوحة اليوم بطوله، يصدح في الجزيرة بالشعارات وفي الليل يقتعد فنادق الدوحة. يشرب كأسه ويرقص على أنخاب كل أناشيد الوطن المسلوب ويحلل لنا الحالات.
المصيبة هي أن البعض يريد تقليد الدكتور فيما يذهب إليه من كوارث. إقرؤوا ماننشره اليوم، وحاولوا أن تجدوا بعض التقارب بينه وبين مانقوله الآن، ولا تعتبروا ذلك ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق.
اعتبروا وطنكم مستهدفا حقا وافتحوا الآعين حتى الآخر، فشيء ما يهيأ لنا على أيدي أهل السمسرة والعمولات هاته.
إحذروا.
المختار لغزيوي