وأبرز الثلاثاء الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل، بينما كان يتحدث إلى الصحافة المحلية على هامش يوم دراسي بمجلس الأمة حول “المقاربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه”، أنه بين المغرب والجزائر “لا توجد خلافات تستدعي الوساطة الدولية بين البلدين”، وشدد مساهل في معرض رده عن سؤال حول دور وساطي محتمل لبعض الدول في ملف الصحراء، كما نقل ذلك الإعلام الجزائري، أنه “ليس هناك أزمة ولا وساطة ونتمنى أن يجد (ملف الصحراء) حلا له في اقرب الآجال”.
وترفض الجزائر الوساطة تماشيا مع ما تقوله وتتبناه موقفا بشأن ملف الصحراء، حيث تشدد على أنه لا دور لها وأن الأمر إنما هو بين المغرب والبوليزاريو، في حين تعتبر الرباط الجزائر طرفا أساسا ولها دور أكبر في هذه القضية وتزيدها تعقيدا.
ومن جهة أخرى، وعلى الرغم من وجود أزمة انبثقت بين الجزائر وموريتانيا مؤخرا، بعد قيام نواكشوط بطرد الدبلوماسي الجزائري بلقاسم شرواتي، واتخاذ الجزائر لموقف بمنطق مماثل حيث أقبلت على طرد دبلوماسي موريتاني، فقد نفى مساهل أن يكون هناك خلاف بين البلدين المغاربيين، من شانه أن يؤثر على علميات تنسيق الجهود التي تقوم بها الجزائر في سياق وساطاتها بين فرقاء بلدان مجاورة لموريتانيا التي سيكون لها دور بحكم الجوار المباشر.
وتقوم الجزائر بمساعي وساطة في قضايا بالمنطقة المغاربية وجنوب الصحراء كما في الأزمة المالية والليبية في الوقت الراهن. لكن هذه المساعي الجزائرية، بالإضافة إلى توخيها بذل الوكد لمحاصرة تهديدات تتربص بالمنطقة أو بترابها، تأتي أيضا كما أبدى ذلك محللون في الإعلام المغاربي، في إطار التنافس الاستراتيجي بينها وبين دول مغاربية أخرى مثل المغرب، لتأكيد أهميتها في المنطقة.
ويعيش المغرب والجزائر أزمة واضحة بين البلدين بسبب ملف الصحراء، وتوجد الحدود في وضع مغلق بينهما، يؤثر كثيرا على التنمية الاقتصادية، والتوجه الوحدوي للمنطقة.
ويرى ذات المحللين أن مثل هذه الخلافات سوف تؤثر على دور الوساطة التي ستقوم بها أي دولة في المنطقة لها خلافات وصراع مع دول في ذات المنطقة، خاصة أن الخلافات تلك تقتضي تعاونا من كل بلدان الأقليم والتزاما بانجاحها، وإلا سوف تفشل المساعي وأهداف الوساطة.
وترى معالجات أخرى أن الوساطات التي تقوم بها بعض دول المنطقة المغاربية لحل خلافات المنطقة أو في جوارها، كما في الساحل جنوب الصحراء، تبقى في حاحة إلى أن يشد سندها الانسجام والتوافق بين دول المنطقة والدول الفاعلة في محيطها، وإلا فإن الوساطات تلك ستحتاج إلى وساطات أخرى.
محمد المودن.