الصحافة غالبا ما تبحث عن الاثارة والسبق بأي ثمن، وخصوصا المواقع الالكترونية التي تستهدف نقرات الزوار، وهكذا تسابقت كلها على بث فيديوهات ما أسمته سقوط طائرة حربية مغربية فوق اليمن، إثر مشاركتها في عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين، وتسابقت على نشر ما ادعته صورة للطيار الباسل الشهيد الملازم ياسين حتي.
نسيت هذه المواقع التي تدعي أنها مغربية أن نشر مثل هاته الصور والأشرطة إساءة للمغاربة قاطبة، لأن القضية تتعلق بالجيش المغربي الذي يعتبر خطا أحمرا، ولا يمكن بتاتا قبول أية إهانة للقوات المسلحة حامية الوطن، وما تقوم به في الشرق هو قناعة المغرب بضرورة الدفاع عن حرمة الدين والأمن القومي العربي، والدفاع عن العربية السعودية، التي تربطها بالمغرب علاقات تاريخية واستراتيجية، وأنها البلد الذي طلب طواعية من المغرب الانضمام لمجلس التعاون الخليجي.
السؤال الكبير والجوهري الذي يطرح ولابد من الحسم فيه: ما معنى أن تقوم مواقع مغربية بنقل أشرطة فيديو اعتمادا على مصدر يمني معادي وبثها بشكل متواتر في مواقع متعددة؟ أين هي أخلاقيات المهنة كما يجب رعايتها وحمايتها من أجل ممارسة صحفية مضبوطة؟
الجيش المغربي جيش بطل وليست المرة الأولى التي يدافع فيها عن حلفائه، بل دافع عن كل البلاد العربية وفق عقيدة قتالية واضحة، وطيارونا في الحرب الدائرة اليوم في اليمن ليسوا في نزهة ولكن في معركة مصير الأمة الإسلامية جمعاء وهم مستعدون وفق العقيدة العسكرية للجندي المغربي للشهادة.
كل هذه المعطيات تدعو إلى ضرورة احترام مشاعر الجيش المغربي الباسل، وذلك يمنع بتاتا المتاجرة في تضحياته، وعلى الجهات المعنية أن تقوم بالواجب من أجل حماية صورة الجندي المغربي لدى الرأي العام.
لقد تابعنا بامتعاض كبير الحملة التي قادتها هذه المواقع التي تدعي المهنية والانتشار الواسع وهي تخرق بشكل كبير اخلاقياتها وأدبياتها ولا تحترم مآسي الشعوب في كربها.