تابعت اللقاء/ الحدث الذي انفردت به إذاعة “ميد راديو” مع زعيم الاستقلاليين الجدد حميد شباط الجمعة، أو للأمانة تابعته قبل البث لأننا نشرنا نص الحوار الذي تفوق في إجرائه زميلنا الرمضاني مع شباط، وكان طبيعيا معرفة مافيه قبل بثه في القراءة.
والحق أقول إن ماخرجت به من اللقاء هو أن زعماء هذا الزمن السياسي ملزمون بالقليل من الإبداع السياسي إذا ما أرادوا حقاً مخاطبة شيء آخر فينا غير الغرائز التلصصية الراغبة في معرفة كم شتيمة وكم تهمة أطلقها شباط في حق بنكيران.
هذا الأمر ليس خاصا بشباط لئلا نظلم الرجل ومن اختاروه لقيادة حزبهم في المرحلة المقبلة. هاته الخاصية بحمد الله مشتركة مع بنكيران هو الآخر الذي سبق لنا ونشرنا حوارا مماثلا له قبل أسابيع مع نفس الإذاعة كال فيه لِشباط ولشكر من التهم الشيء غير القليل.
وليس مستبعدا أن تكتشفوا في حوار كبير ومتميز آخر أجراه زميلنا دافقير مع ادريس لشكر كاتب أول الاتحاديين الجدد، وننشره في عدد الغد (الثلاثاء) مايشبه هذا الأمر، مايعني أن الحكاية السياسية كلها في المغرب أضحت تتلخص في تبادل الشتائم بين أبرز القادة الحزبيين
شباط قال إن بنكيران كذا وبنعبد الله كذا، والآخران ردا عليه ولشكر قال مايشبه هذا الكلام، والمغرب في كل هذا؟
معذرة، لكنه غير حاضر، وتماما مثلما نشعر بخطورة تصريحات صادرة عن المعارضة، نشعر بخطورة رسائل الحكومة التي ترسلها عبر صحافة المؤلفة جيوبهم من خلال تهديد البلد كله بوضع “السوارت”، وتركنا نواجه مصيرنا لوحدنا دون من يتخيلون أنهم حملوا إلينا الاستقرار، ومكنونا من أن نعيش في أمن وأمان بفضلهم
معذرة، مرة أخرى، لكن المغرب أكبر بكثير من العدالة والتنمية ومن الاستقلال ومن الاتحاد ومن العدل والإحسان ومن البقية، ومن الجميع طالما أنه البلد الذي يضم تحت جناحيه كل هذا المزيج ويتيح له الاستمرار والبقاء.
“المغرب ديالنا” أكبر بكثير من “الأحزاب ديالكم”، لذلك نقولها بصريح العبارة: تشتمون بعضكم البعض؟؟ هذا حقكم الذي لن نستكثره عليكم، فأنتم أعرف ببعضكم منا.
تشتمون بلدنا وذكاءنا ومستقبلنا؟ هذه لن يسمح بها مغربي واحد ولن يعتبرها أبدا ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق..
ملحوظة لها بعض العلاقة بماسبق
من كوارث المقاربات الصحفية القاصرة لمواضيعنا المهمة أن يختزل موضوع القانون الجنائي كله في إفطار رمضان وممارسة الجنس خارج الزواج.
من يبرمجون صحافتنا لكي تكون قادرة فقط على “الرقي” إلى هذا المستوى لا يفهمون أنهم يسيئون لنقاشات كبرى ترهن البلد بأسره فقط لكي يحققوا انتصارات سياسوية صغيرة وعابرة للغاية
مؤسف وكفى.