يقول المثل البعرة تدل على البعير، والكلام الخاوي يدل على الإفلاس، ويمكن أن نقول إن التوحيد والإصلاح تدل على الالتباس، فالحركة الدعوية، التي كانت تركع أمام أبواب البصري عفوا آخر ضباطه لتنال الرضا أصبحت اليوم غولا متغولا تريد أن تبلع الجميع، ورغم حصولها على امتياز العمل السياسي على عكس مشابهيها فإنها ظلت وما زالت وفية لنهجها الذي عماده "تلبيس إبليس".بعد مرور ثلاثين سنة على تأسيس حركة إسلامية يقودها "الدراري" ليس فيهم عالم واحد وجدنا أنفسنا أمام حركة يمكن أن تدل على مفهوم اللبس إذا التبس على الأفهام، وما زال الغموض الذي رافق نشأتها هو المتحكم في مفاصيلها.وفي تفاصيل عملها تمكن شياطين الإنس والجن.فالحركة يوم تشكلت عملت بالوجه والقفا، الوجه مثله بنكيران بجمعيته الرباطية القانونية والقفا مثلتها الجماعة الإسلامية السرية التي لم تكن قد قطعت مع فكرة الحاكمية، ونقدر أنها لم تقطع معها غير أنها نوعت ذلك، وأصبحت ترى في الخلافة موضوعا مختلفا يمكن أن يتحقق عن طريق غزو العثمانيين الجدد للمغرب عن طريق المشاريع الكبرى.وبالمناسبة نؤكد أننا أول من استعمل مصطلح العثمانيين الجدد وتلقفه البعض دون تأصيل، في حين كنا قد ربطناه بشكل ذكي بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي قامت من أجل إعادة الخلافة العثمانية.وهاهم قادة الجماعة يعيدون إلى أذهان المغاربة القصة التي تروج كثيرا بغض النظر عن درجة صحتها، والتي تقول إن قادة حزب الاستقلال أيام الاستعمار كانوا يحثون أبناء المغرب على المقاومة ويرسلون أبناءهم للدراسة في كبريات الجامعات والمعاهد الغربية كي يعودوا حاكمين ومسؤولين بعد الاستقلال.فاليوم كشفت تقارير أن أبناء قادة العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح يدرسون بتركيا في جامعة خصوصية مشهورة، ويحثون أبناء الشعب على الخروج للشارع تحقيقا لأهدافهم، فغذا يتحقق مبتغاهم ويصلون إلى الحكومة، ويستقدمون فلذات كبدهم ليتولوا المناصب المهمة، يوجد الآن بتركيا أبناء العثماني والشوباني والحمداوي وأقارب لهم، ها نحن عدنا إلى لعبة أنتم للنضال وأبناؤنا للدراسة وتحمل المسؤوليات.يبقى سؤال تائه مثل افتتاحيات التجديد هو من يؤدي فاتورة دراسة هؤلاء الصبية؟، هل هم دراويش الحزب أم يدرسون على حساب العثمانيين الجدد؟.الوجه اسمه النضال ودفع أبناء الشعب للشارع ولو تحت اسم حركة باراكا والقفا إرسال الأبناء للدراسة في جامعات محترمة عند أمراء المؤمنين الجدد أحفاد السلاطين العثمانيين.الوجه هو المشاركة السياسية والتدافع السياسي ودخول البرلمان والقفا هو الضغط على الدولة عبر المطالبة بحل البرلمان ورحيل الحكومة، ولم لا الدعوة لمقاطعة الانتخابات التي يعتبر حزب العدالة والتنمية المستفيد الوحيد منها.الوجه هو الديمقراطية والدفاع عن الأمن والاستقرار والقفا هو التوجه الإخواني الاستخلافي وتبني ملفات السلفية الجهادية وتشكيل الدراع المدني للإرهابيين.الوجه والقفا والعملة واحدة هي أصل تأسيس هذه الحركات التي تنوعت وتفرعت لكن ما زال اللبس يحيط بها.