عزيز الدادسي(تصوير عابد الشعر)
من أخطر ما كشفت عنه التحقيقات الخاصة بخلية العيون، التابعة لأبي بكر البغدادي، أن عناصرها ربطوا علاقات وطيدة وعملية مع الانفصاليين من أتباع جبهة البوليساريو. وقد أسفرت الجهود المبذولة للقضاء على التهديد الإرهابي، يوم 28 من الشهر الماضي، عن تفكيك خلية إرهابية، بمدينة العيون، على صلة بالتنظيم الإرهابي الدولة الإسلامية (داعش)، حيث تم اعتقال عناصرها أحمد ماء العينين وعبد الله الركراكي وأيوب لاركو ومعاد مسكة.
وحسب مصادر مطلعة فإن هذه الخلية، التي ظهرت سنة 2013، جاءت بتحريض من السلفيين الجهاديين محمد قردوس (الذي قتل بالعراق) وعبد الرحيم بابا (مستقر بالعراق مبحوث عنه)، اللذين غادرا المغرب سويا، بتاريخ 07 دجنبر من السنة الماضية، وتعتبر هذه الخلية فرعا للدولة الإسلامية بالمغرب منذ أن كانت تسمى "جند الخلاقة بالمغرب".
وقام عناصر هذه الشبكة الإرهابية بإنجاز شريط مصور بمنطقة لغراد الصحراوية، على بعد 20 كيلومتر من العيون، وأعلنوا فيه مبايعتهم للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي.
وبعد ظهور خلية بركان التي تم تفكيكها في شهر نونبر الماضي، التي أطلقت على نفسها "جند الخلافة بالمغرب الأقصى" بثت حينها تسجيلا مصورا مماثلا، مما جعل عناصر شبكة العيون ينوون السفر إلى سوريا والعراق لأجل اكتساب مهارات قتالية ويبثون من هناك تسجيلا مرئيا تحت عنوان "جند الخلافة بولاية العيون"، وتتمثل خطورة هذه الشبكة الإرهابية في علاقتها بالانفصاليين الذين ينشطون بمدينة العيون، وقد كانت غايتهم إحداث القلاقل الأمنية من خلال اللعب على الطرح الانفصالي وبمساهمة من أتباع جبهة البوليساريو.
وكان ثلاثة إرهابيين قد أعلنوا من بركان بيعتهم للبغدادي، وذلك لأول مرة بالمغرب، وقد تم توقيفهم في وقت لاحق مع عناصر أخرى من المغرب الشرقي.
وقد سعت عناصر هذه الشبكة الإرهابية لضم إرهابيين من الجزائر وليبيا والتعويل على الصراع بين المغرب والجزائر لأجل تمكين الدولة الإسلامية من موطئ قدم بالساحة. وذلك باستغلال المساحة الجغرافية في الصحراء، واستغلال السلاح المتوفر حاليا بالمنطقة نتيجة الفوضى التي أحدثها سقوط نظام القذافي وعدم جدية الجزائر في محاربة الإرهاب.
ولتحقيق مبتغاهم استعان عناصر الشبكة بمؤلف من إنجاز المصري محمد حسان خليل الحكايمة يحمل عنوان "إدارة التوحش"، وقد كانت الغاية تتمثل في إحداث القلاقل الأمنية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي هذا الإطار حدد عناصر هذه الشبكة الأهداف التي سيضربونها والشخصيات التي سيغتالونها بمدينة العيون. ولتحقيق هذه العمليات الإرهابية ضد أماكن وشخصيات وطنية وأجنبية بمدينة العيون قام أحمد ماء العينين بثلاث محاولات لصنع المتفجرات، بعدما قام والده بإحراق جواز سفره بقصد منعه من الانتقال لساحة الحرب بكل من سوريا والعراق. من جهة أخرى خطط عناصر هذه الشبكة لمعاقبة صديقهم بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بالعيون وليد تيجاني بعدما شكوا في كونه قام بفضحهم بسبب الكتابات المؤيدة للدولة الإسلامية التي وجدت على مقاعد داخل أقسام هذه المؤسسة ومعاقبة الطلبة الذين يتابعون تكوينهم بنفس المؤسسة، محمد سنينة وزين العابدين المتهمين بالكفر بالإضافة إلى طالبة متهمة بالمثلية الجنسية.